من المشكاة، ومنتخب عمل اليوم والليلة لابن السني، ومنتخب مشارق الأنوار، ومنتخب
عوارف المعارف، ومنتخب تاريخ الخلفاء، ومجموع لطيف، جمع فيه اثنتين وخمسين رسالة له في
التصوف والسلوك، وأما النهج المقبول، وعرف الجادي، نكارستان سخن، وتذكرة شعراء الفرس،
وطور كليم، تذكرة شعراء الهند، كلها بالفارسي، وسبل السلام شرح بلوغ المرام في مجلدين بالعربي،
وغير ذلك من الكتب فليست من مصنفاته، فإن العلماء صنفوها ونسبوها إليه بأمر والده، وبعضها من
مصنفات والده كالنهج المقبول، وعرف الجادي وغيرهما.
مات بمدينة لكهنؤ لثمان خلون من محرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف.
المولوي نور الحسنين الحيدر آبادي
الشيخ العالم الفقيه نور الحسنين بن محمد حيدر بن العلامة محمد مبين الحنفي اللكهنوي ثم الحيدر
آبادي، أحد الفقهاء المشهورين في الصلاح، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على من بها من العلماء،
ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ محمد عابد بن أحمد علي الحنفي السندي،
كما في آثار الأول، وله منزلة كبيرة عند صاحب الدكن، وقد ناهز اليوم سبعين سنة.
الحكيم نور الدين البهيروي
الشيخ الفاضل نور الدين ابن الحافظ غلام رسول البهيروي ثم القادياني المشهور بخليفة المسيح،
كان من كبار العلماء، ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف بقرية بهيره شاه بور من بلاد بنجاب
وينتهي نسبه كما روى إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتعلم الفارسية والخط
ومبادىء العربية، وعين أستاذاً للفارسية في مدرسة من مدارس الحكومة في راولبندي، وتعلم
الأقليدس والحساب والجغرافية، واجتاز امتحاناً، وعين مديراً لمدرسة ابتدائية، ومكث في هذه الوظيفة
أربع سنوات، قرأ في خلالها بعض كتب النحو والمنطق وعلم العقائد، واعتزل هذه الوظيفة وانقطع
إلى الدراسة، وقرأ شيئاً يسيراً على الشيخ أحمد دين، ثم تركه لكثرة تنقله وسافر إلى لاهور، ومنها
إلى رامبور وقرأ على الشيخ حسن شاه والشيخ عزيز الله والشيخ إرشاد حسين والمفتي سعد الله
والشيخ عبد العلي، وأتم دراسته ومكث هناك ثلاث سنين.
ومن رامبور سافر إلى لكهنؤ وقرأ الطب على الطبيب المشهور الحكيم علي حسين، ومكث عه
سنتين، وحذق علم الطب، ومن رامبور سافر إلى بهوبال، وعنى به المنشي جمال الدين خان مدار
المهام، وقرأ على المفتي عبد القيوم ابن الشيخ عبد الحي البرهانوي الحديث والفقه، ورحل للحج سنة
خمس وثمانين ومائتين وألف، وأقام في الحجاز وقرأ على الشيخ محمد الخزرجي والسيد حسين
والشيخ رحمة الله الهندي صاحب إظهار الحق، وصحب الشيخ الجليل الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد
الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، وبايعه في الطريقة المجددية، ورجع إلى بهيره، وحدثت بينه
وبين علماء بلده مباحثات ومناظرات.
وأقام مدة من الزمان ببلدة جمون - بتشديد الميم - وجعله أمير تلك الناحية طبيباً خاصاً له، فحصل
له القبول العظيم في تلك البلدة، ووقعت بينه وبين أمير جمون وحشة، وعزل عن الوظيفة حوالي
سنة تسع وثلاثمائة وألف.
وتعرف بالمرزا غلام أحمد القادياني خلال إقامته في جمون، ولما ألف المرزا براهين أحمديه ألف
الحكيم كتاب تصديق براهين أحمديه، وبايعه وخضع له، حتى قال لما أخبر بأن المرزا ادعى النبوة:
لو ادعى هذا الرجل أنه نبي صاحب شريعة ونسخ شريعة القرآن لما أنكرت عليه، وألف الحكيم نور
الدين باقتراح المرزا غلام أحمد كتاب فصل الخطاب في الرد على النصارى، في أربعة أجزاء،
وانتقل إلى قاديان وتدير هناك، وبويع بالخلافة على وفاة المرزا غلام أحمد سنة ست وعشرين
وثلاثمائة وألف، ولقب بالخليفة الأول وخليفة المسيح الموعود نور الدين الأعظم، وكان متردداً أول
أمره في تكفير من لا يؤمن بنبوة المرزا ثم