والأشعار المهذبة للطباع، والحكايات عن الأقطار البعيدة وأهلها وعجائبها، وكان يعرف
اللغات المتنوعة، ويتكلم بالعربي والفارسي والإنكليزي والتامل والتلنكو والبنكله والكجراتي وغيرها
من غير تصنع وتجشم كأهل اللسان، وكان يتردد إلى لكهنؤ في آخر عمره كل سنة، ويقيم بها بضعة
أشهر عند حبي في الله المرحوم السيد نور الحسن القنوجي وعند غيره من الأحباب، وكان أكثر
إقامته بحيدر آباد أو أجمير.
مات بحيدر آباد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف.
مولانا هداية الله السندي
الشيخ العالم الفقيه هداية الله بن محمود الحنفي المتاروي السندي، أحد العلماء الصالحين، ولد لأربع
عشرة خلون من رمضان سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف ببلدة متاري من أعمال حيدر آباد السند،
وقرأ المختصرات على صنوه عناية الله بن محمود وعلى القاضي محمد علي المتاروي، وقرأ بعض
الكتب في النحو والتفسير على الشيخ عبد الولي، وبعضها في الفقه والحديث على الشيخ ولي محمد
الملاكاتياري، ثم سافر إلى الحجاز، وقرأ هداية الفقه على مولانا حضرت نور في المدرسة
الصولتية، وأصول الفقه على مولانا عبد السبحان، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الحق بن شاه محمد
الإله آبادي والسيد محمد علي ابن ظاهر الوتري والسيد محمد سعيد بن محمد بن عبد الرحمن
المغربي والسيد عبد الله الشافعي المكي النهاري والسيد محمد بن سالم بن علوي جمل الليل، وحج
خمس سنوات، وله رسائل كثيرة، منها أربعة بالعربية.
حرف الياء
المفتي يحيى بن أيوب البهلتي
الشيخ العالم الفقيه يحيى بن أيوب بن قمر الدين بن محمد أنور الصديقي الحنفي البهلتي ثم المالوي،
أحد العلماء الصالحين، ولد سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف في بهوبال، وحفظ القرآن وله عشر
سنين، وقرأ على والده الشيخ محمد أيوب وعلى العلامة عبد القيوم بن الشيخ عبد الحي البرهانوي،
وبدأ يدرس ويفيد في رعاية أبيه، وقرأ الطب على أطباء بلده، وبايع الشيخ أبا أحمد المجددي
البهوبالي، وحصلت له الإجازة منه، وولي نيابة الإفتاء في حياة أبيه، ولما توفي أبوه في سنة خمس
عشرة وثلاثمائة وألف ولي الإفتاء في بهوبال، ولما أحيل النواب محيي الدين المراد آبادي إلى
المعاش حوالي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف، ولي الشيخ يحيى القضاء مكانه، وقام بعدة
إصلاحات في محكمة القضاء وسن قواعد جديدة.
كانت له اليد الطولى في التعبير، وكان له شغف بجمع نوادر الكتب، وأخذ الإجازة عن المحدثين،
وكان صاحب تقوى وعبادة، ملازماً لدروس التفسير والحديث.
مات غرة ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمائة وألف.
الشيخ يحيى بن وجه الله العظيم آبادي
الشيخ العالم الصالح يحيى بن وجه الله الحسيني الرضوي، أحد المشايخ المشهورين، أخذ عنه الشيخ
أحمد أبو الخير المكي.
مات يوم الإثنين لأربع بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة وألف.
الشيخ يعقوب الدهلوي
الشيخ العالم الصالح يعقوب بن كريم الله الحنفي الدهلوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول
والعربية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على والده وصحبه مدة من الزمان، ولما مات والده قام مقامه
في التدريس والتذكير، فحصل له القبول العظيم من أهل البلدة، وانتهت إليه الفتيا والتدريس ببلدة
دهلي.
مات بها يوم الخميس لتسع خلون من ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، فدفن عند
والده