والهم منصدع والكرب مندفع والجد مرتفع كالأنجم السعد
والشعب ملتئم والعهد منهرم والشمل منتظم لم يرم بالبدد
حتى استهل غراب البين فارتحلوا عند الصباح وشدوا العيس بالقتد
من كل هوجاء مرقال عذافرة تبدي النشاط على الإعياء والنجد
كأنه لم يكن بين الحمى أنس إلى اللوى وكأن الحي لم يفد
صاروا أحاديث تروى بعد ما ملأوا مسامع الدهر بالألفاظ كالشهد
بقيت فرداً وراح الناس كلهم كالسيف يبقى بلا اغماده الفرد
لا عيش بعد ليلات اللوى رغدا ولا وصول إلى ذاك الحمى بيدي
خل الأحاديث عن ليلى وجارتها وارحل إلى السيد المختار من أدد
وليس في الدين والدنيا وآخرتي سوى جناب رسول الله معتمدي
بر رؤف رحيم سيد سند سهل الفناء رحيب الباع والصفد
رب الندى والجدى والصالحات معاً طفلاً وكهلاً وفي شب وفي مرد
بالعلم مكتنف بالحلم متصف باللطف ملتحف بالبر متسد
بالخلق مشتمل بالرفق مكتحل بالحق متصل بالصدق منفرد
بالشرع معتصم للدين منتقم في الله مجتهد بالله مقتصد
بالفقر مفتخر بالزهد مشتهر بالشكر متزر بالحمد منجرد
خطاب مفصلة وضاع مكرمة دفاع مظلمة عن كل مضطهد
العدل سيرته والفضل طينته والبذل شيمته في الوجد والوبد
ومن تلك القصيدة
يا أفضل الناس من ماض ومؤتنق وأكرم الخلق من حر ومن عبد
أفديك بالروح والقلب المشوق معاً والنفس والمال والأهلين والولد
قد عاقني البعد عن مرماي يا سكني وطال شوقي إلى لقياك يا سندي
ويا حياتي ويا روحي ويا جسدي ويا فؤادي ويا ظهري ويا عضدي
مالي إليك بقطع البيد من قبل وليس لي باصطبار عنك من مدد
وهل تخب بنا خوص مرجمة نحو الحجاز ونحو البان والنجد
وهل أسامر فيها أهلها سحراً وهل أجر بها الأذيال من برد
أرجو الوفادة في أرض حللت بها يا لهف نفسي إذا ما كنت لم أفد
عطفاً علي ورفقاً بي ومكرمة فليس غيرك يا مولاي ملتحدي
واشفع إلى الله لي في أن يثبطني عن الهوى وذوي الدنيا وعن سدد
يا رب صل وسلم دائماً أبداً على النبي نبي الحق والرشد
محمد أحمد الهادي لأمته إلى الصراط صراط غير ملتحد
وصحبه وذويه الطاهرين ومن أحبهم شغفاً في الغيب والعتد