للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض مصنفاته: إن أباه قد تشرف برؤية

النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرؤيا الصادقة فأراد أن يقرأ عليه الأربعين لجده خواجكي

ويصحح أحاديثه فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أي كتاب أخذت تلك الأحاديث؟

فقال: من مشارق الأنوار للصغاني، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أحاديث المشارق

كلها صحيحة، فحمد الله سبحانه على تلك البشارة وحفظ المشارق من الابتداء إلى

الانتهاء.

وكانت وفاة خواجكي في الثامن عشر من محرم سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، وقبره مشهور

ظاهر بمدينة كره على شاطئ نهر كنك وعليها مكتوبة أبيات من إنشائه:

براي خدا أي عزيزان من نويسيد بر كور من اين سخن

كه جون خواجكي در ته خاك شد نكو شد كه خس كم جهان باك شد

مولانا خواجه المانكبوري

الشيخ الفاضل مولانا خواجه بن جلال الدين العمري المانكبوري أحد العلماء المبرزين في

الفقه والأصول والعربية، أخذ عن أبيه وعن غيره من العلماء، وكان قانعاً عفيفاً متورعاً

يذكر له وقائع غريبة، ومن ذلك أن رجلاً استفتاه وعرض عليه الذهب المسكوك وكان

جائعاً من ثلاثة أيام فأفتاه ورد عليه الذهب، فلامه الناس على ذلك وهو ساكت لا يجيبهم

فأتاه رجل وقال له: إن الأمير عين الدين كان يقرأ بعض الأدعية فاعتراه مشكل في بعض

الألفاظ فإنه قد دعاك لحل ذلك، فسار إليه وكشف القناع عن ذلك الإشكال فسر به الأمير

وأعطاه الذهب المسكوك قدر ما رده مع الكسوة والأطعمة، فعجب الناس من صبره.

خضر بن سليمان الدهلوي

الملك الكريم خضر بن سليمان العلوي السلطان الصالح المشهور بالمسند العالي والرايات

الأعلى، ولي الملك بدهلي في الفترات وكان والده متبني للملك مردان الذي كان والياً بالملتان

في أيام فيروز شاه الدهلوي ثم لما توفي الملك مردان ولي ولده ملك شيخ ولما توفي ملك شيخ

اتفق الناس على سليمان لأنه لم يخلف أحداً من أهله يصلح للتقدم، ولما توفي سليمان ولي

فيروز شاه الدهلوي ولده خضر خان علي الملتان، ولما قدم الأمير تيمور الهند تقدم إليه

وأحسن في الخدمة فولاه على السند وعلى بلاد بنجاب، ثم لما ذهب الأمير إلى ما وراء

النهر واستولى على دهلي إقبال خان الوزير أراد أن يعزله عن الولاية في سنة ثمان وثمانمائة

وسار إليه بعساكره فالتقوا بناحية أجودهن واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم إقبال خان وقتل في

تلك المعركة فتقدم إلى دهلي ناصر الدين محمود بن محمد بن فيروز شاه ولبث بها زماناً ثم

مات فتقدم خضر خان إلى دار الملك في سنة ست عشرة وثمانمائة ولقب نفسه بالمسند

العالي والرايات الأعلى.

وكان عادلاً كريماً صادقاً في ما يقول ويفعل، متين الديانة، اتفق الناس عليه ورضوا عنه

فبذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وإعلاء الإسلام وإرضاء النفوس.

مات في السابع عشر من جمادي الأولى سنة أربع وعشرين وثمانمائة وكانت مدته بدهلي

سبع سنين وبضعة أشهر، كما في تاريخ فرشته.

الشيخ خوند مير الفتني

الشيخ الصالح الفقيه خوند مير بن السيد بدا بن يعقوب بن محمود الحسيني الفتني

الكجراتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأرض كجرات وتفقه على

عمه شادي بن يعقوب وأخذ الطريقة عنه ثم انتقل من مدينة فتن إلى أحمد آباد وأخذ عن

الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الكجراتي وعن الشيخ عبد الفتاح عن الشيخ

علاء الدين عن الشيخ محمد بن يوسف الحسيني نزيل كلبركه ودفينها.

وكان شيخاً وقوراً عظيم الهيبة كبير المنزلة، أخذ عنه جمع كثير ويذكر له كشوف

وكرامات، مات في عاشر ربيع الثاني سنة أربع وسبعين وثمانمائة، كما في مرآة أحمدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>