وثمانمائة، وبنى
على قبره علاء الدين شاه المندوي عمارة رفيعة، كما في كلزار أبرار.
الشيخ يوسف بن إسماعيل الملتاني
الشيخ الكبير يوسف بن إسماعيل بن ركن الدين بن صدر الدين بن إسماعيل بن ركن
الدين أبو الفتح القرشي الملتاني أحد مشاهير الرجال، تولى الشياخة بالملتان بعد والده ثم
اتفق الناس عليه في أيام الفترة وولوه عليهم فخضع له مرازبة السند وزوجه أمير الأفاغنة
من طائفة لنكاه بابنته وكان يتردد إليه لزيارة بنته وقتاً بعد وقت وكان الشيخ لا يأذن له أن
يدخل بعساكره في الملتان، ثم إنه جاء مرة وتمارض بها وكاد يشرف على الموت واستأذن
الشيخ أن يدخل عليه أصحابه فيوصيهم وكانوا خارج المدينة على جري عادتهم فأذن له
فلما دخل عليه أكثر أصحابه وزعهم على أبواب البلدة ومنعوا الشيخ وأصحابه أن
يدخلوا في القلعة ويتحصنوا بها ثم أخرج الشيخ عن البلدة وأجلاه إلى دهلي فلما وصول
إلى دهلي احترمه بهلول بن كالا اللودي وزوج ابنته بابنه عبد الله بن يوسف ووعده أن
يعينه بعساكره ولكنه لم يف بوعده، ومات الشيخ بدهلي.
يوسف شاه البنكالي
الملك الفاضل يوسف بن باربكك شاه بن ناصر الدين بهنكره كان من نسل السلطان
شمس الدين بهنكره ملك بنكاله المتوفي سنة ٧٥١هـ قام بالملك بعد والده في سنة تسع
وسبعين وثمانمائة، وافتتح أمره بالعدل والإحسان وكان من خيار السلاطين عادلاً باذلاً كريماً
فاضلاً بارعاً في العلم والعمل، اجتمع العلماء عنده من كل ناحية وبلدة، وكان يأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر فلا يقدر أحد أن يشرب الخمر ويتجاوز عن حدود الشرع،
وكان يجمع القضاة والصدور بعد برهة من الزمان فيرشدهم إلى العدل والإحسان ويوعدهم
بالتخلف عنه وكانت له مهارة جيدة في أبواب الفقه، فلما كان العلماء يعجزون عن حل
مسألة في القضايا يقضي بما يفضي إلى العجب، مات في سنة سبع وثمانين وثمانمائة، كما في
تاريخ فرشته.
يوسف بن محمد الحسيني
الشيخ العالم الكبير يوسف بن محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي ثم الكلبركوي المشهور
بمحمد الأصغر ولد بدار الملك دهلي ونشأ بها، وقرأ العلم على أشياخ صنوه الكبير
حسين بن محمد الحسيني وأخذ الطريقة عن والده ولازمه ملازمة طويلة حتى نال رتبة
الكمال.
وكان صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية لم يزل يعتزل عن الناس في بيته ويشتغل
بالعبادة والإفادة ويحترز عن مجالسة الأغنياء والأمراء، وكان لا يركب فرساً ولا المحفة
المروجة في الهند التي يحملها الرجال على عواتقهم، وكان يذهب إلى الجامع الكبير للصلوات
راجلاً، كما في مهر جهان تاب توفي لتسع بقين من محرم سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بكلبركه
فدفن بها.