السلطان المذكور الرئاسة ببلدة حيدر آباد حتى أدرك
السلطان أجله، وظنه أن يكون ملكاً بعده فلم يتم له ما أمله، وتولى الملك بعده مرزا أبو الحسن الحيدر
آبادي في قصة يطول شرحها، فقبض عليه وسجنه إلى أن مات بها، ومن شعره قوله:
مثير غرام المستهام ووجده وميض سري من غور سلع ونجده
وبات بأعلى الرقمتين التهابه فظل كئيباً من تذكر عهده
يحن إلى نحو اللوى وطويلع وبانات نجد والحجاز ورنده
وضال بذات الضال مرخ غصونه تقيأه ظبي يميس ببرده
يغار إذا نافست بالبدر وجهه ويغضب إن شبهت ورداً بخده
كثير التجني ذو قوام مهفهف صبيح المحيا ليس يوفي بوعده
مليح تسامى بالملاحة مفرداً كشمس الضحى والبدر في برج سعده
ثناياه برق والصباح جبينه وأما الثريا قد أنيطت بعقده
فمن وصله سكنى الجنان وطيبها ولكن لظى النيران من نار صده
تراءى لنا بالجيد كالظبي لفتة أسارى الهوى في حكمه بعض جنده
روى حسنه أهل الغرام وكلهم يتيه إذا ما شاهدوا ليل جعده
يعنعن علم السحر هاروت لحظه ويروى عن الرمان كاعب نهده
مضاء اليمانيات دون لحاظه وفعل الردينيات من دون قده
إذا ما نضا عن وجهه بعض حجبه صبا كل ذي نسك ملازم زهده
وأبدى محيا قاصراً عنه كل من أراد له نعتاً بتوصيف خده
هو الحسن بل حسن الورى منه مجتدى وكلهم يعزى لجوهر فرده
وما تفعل الراح العتيقة بعض ما بمبسمه بالمحتسي صفو وده
وله غير ذلك مما رق وراق من الأشعار الفائقة، وكانت وفاته في سنة ست وثمانين وألف بمدينة
حيدر آباد، كما في خلاصة الأثر.
الشيخ أحمد بن محمد البهاري
الشيخ العالم الفقيه المفتي أحمد بن محمد الحسيني العلوي البهاري المشهور بأحمد سعيد بن محمد
سعيد، كان من كبار الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ في قرية من أعمال بهار، وقرأ العلم على والده وتفنن
عليه بالفضائل، ودرس وأفتى وصار شيخ الجماعة، فولاه شاهجهان بن جهانكير صاحب الهند الإفتاء
في المعسكر، فاستقل به مدة طويلة، وكان فرد زمانه في العربية والفقه والأصول ومعرفة المذاهب،
وبيته كان مشهوراً بالعلم والدين والفقه، كما في بادشاه نامه.
وفي مرآة العالم لبختاور خان العالمكيري أن شاهجهان المذكور بعثه بالسفارة إلى ملك الدولة
العثمانية وشرفاء الحرمين الشريفين في آخر أيامه، فذهب إلى الحجاز وتشرف بالحج والزيارة،
ورجع إلى الهند فتقرب إلى عالمكير بن شاهجهان، فمنحه المنصب ألفاً وخمسمائة لنفسه وجعله
ديواناً لأخته جهان آرا بيكم، انتهى.
الشيخ أحمد بن محمد البجواروي
الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إلياس الحسيني الغرغشتي البجواروي، أحد رجال العلم والطريقة،
قرأ أكثر الكتب الدرسية على والده وبعضها على الشيخ إله داد اللاهوري، وقام مقام والده في الإرشاد
والتلقين سنة إحدى وألف، فدرس وأفاد نحو خمس عشرة سنة، وحصل له القبول العظيم في
الأفاغنة، فتوهم منه جهانكير بن أكبر شاه التيموري وطلبه بين يديه، فلم