المطهر عن زيغ
البصر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرآه كأنه خرج من الحجرة المباركة وبدا كتفاه أولاً ثم ظهر له الجسد
المطهر وجلس قدامه وتبسم، قال صاحبه الشيخ أمين بن الحميد العلوي الكاكوروي في رسالته: إن
الشيخ أبا سعيد كان يقول: إني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المدينة المنورة بعين رأسي،
انتهى ثم رجع إلى مكة المباركة وقرأ الجزرية على الشيخ محمد ميرداد الأنصاري، ورحل إلى
الطائف ثم إلى الهند ودخل مدراس فأقام بها زماناً، ورزق حسن القبول في تلك الناحية وانتفع به
الناس وأخذوا عنه، منهم الشيخ الحاج أمين الدين بن حميد الدين الكاكوروي والشيخ عبد القادر
الخالص بوري والمير عبد السلام البدخشي والشيخ ميرداد الأنصاري المكي ومولانا جمال الدين بن
محمد صديق قطب ومولانا عبد الله الآفندي والشيخ عبد اللطيف الحسيني المصري وخلق آخرون.
مات في تاسع رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف ببلدة رائي بريلي فدفن بها.
السيد أبو سعيد الكالبوي
الشيخ الصالح أبو سعيد بن فضل الله بن أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي
أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بكالبي وأخذ عن والده وتفقه عليه وتولى الشياخة بعده، بايعه
نواب غضنفر جنك صالح فرخ آباد فحصل له القبول العظيم عند الأمراء، وكان قليل الشعر ينظم
أحياناً بالفارسي ويتلقب بالعرفان، توفي سنة سبع وأربعين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام.
المفتي أبو سعيد الكوباموي
الشيخ العالم الفقيه أبو سعيد بن عليم الله بن عبيد الله بن عيسى بن آدم الشهابين الكوباموي أحد
العلماء الصالحين، ولد لسبع عشرة خلون من ذي الحجة سنة أربع وثمانين وألف، وأخذ عن أبيه
وولي الإفتاء بكوبامؤ بعد والده وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه المولوي وهاج الدين الكوباموي وخلق
آخرون، له بحر الحقائق، مات سنة إحدى وخمسين ومائة وألف.
أبو طالب بن أبي الحسن الدهلوي
الأمير الكبير أبو طالب بن أبي الحسن بن غياث الدين الطهراني ثم الهندي الدهلوي نواب شائسته
خان أمير الأمراء ابن آصف جاه ابن اعتماد الدولة، ولد ونشأ بأرض الهند وقرأ العلم وتمهر بالفنون
الحربية ونال المنصب في صباه خمسمائة لنفسه في أول وهلة خلافاً للقانون ولقبه جهانكير بن أكبر
شاه سلطان الهند بشائسته خان، ولما تولى المملكة شاهجهان بن جهانكير أضاف في منصبه غير مرة
حتى صار ستة آلاف لنفسه وستة آلاف للخيل ذوات الأفراس، ولما تولى المملكة عالمكير بن
شاهجهان جعل منصبه سبعة آلاف لنفسه وسبعة آلاف للخيل ذوات الأفراس ولقبه بأمير الأمراء،
وأعطاه أقطاعاً تحصل له منها كل سنة عشرون مليوناً من دام وخصه بضرب النوبة في الحضرة،
وولاه على إيالات واسعة فسيحة كأرض الدكن وإقليم بنكاله، فعاش في غاية العظمة والأبهة، ولم يكن
له نظير في زمانه في الحلم والتواضع وحسن المعاشرة وإيصال النفع إلى الناس والإحسان إلى
العجزة والأرامل والأيتام وغيرها من الأخلاق الرضية والشمائل المرضية، كما في مآثر الأمراء.
وكان قرأ بعض الكتب على العلامة محمود بن محمد الجونبوري وشاركه في الأخذ والقراءة عليه
نور الدين جعفر بن عزيز الله المداري، كما في كنج أرشدي وله آثار حسنة من جسور ورباطات
ومساجد في كل ناحية من نواحي الهند.
مات سنة خمس ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء.
مولانا أبو طالب السنبهلي
الشيخ الفاضل أبو طالب بن نواز محمد بن جمال محمد بن عبد الله بن عبد العظيم الحسيني
السنبهلي أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بمدينة سنبهل وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم تقرب
إلى الملوك والأمراء وخدمهم برهة من الزمان، ثم فارقهم ولازم السيد عبد الرزاق بن عبد الرحيم
الهانسوي وأخذ عنه الطريقة، ثم اعتزل عن الناس ببلدته سنبهل وتصدى للدرس والإفادة، قال
اللكهنوي في البحر الزخار: إنه