أحد الرجال المشهورين في بلاده، رفض التقليد وكان
يعمل بنصوص الكتاب والسنة، وقد نسب إليه أقوال غير مرضية، ذكره كرامت علي الجونبوري في
نسيم الحرمين قال: سمعت من سعادت على خان أنه سمع من الشيخ المطوف محمد درويش المكي
يقول: إن إبراهيم المذكور حبس في مكة المعظمة لأجل قبح مذهبه وهو رجل من الأراذل، قرأ قليلاً
من الصرف والنحو لا يحسن اللغة العربية، وكان أولاً يخاصم من لا مذهب لهم فلما رضخوا له شيئاً
من المال ارتد على عقبه، وهذا ظاهر وشاهد عليه ألوف من المسلمين، انتهى بلفظه.
وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: شهد عندي في جماعة من المسلمين الشيخ نائب الله والجماعة
صدقوه أنه لما سمع سخي مندل يعني رئيس القرية أنه يريد إبراهيم أن يباحث علماء أهل السنة
والجماعة فكتب المندل إلى إبراهيم لا حاجة لنا إلى البحث أنت اكتب لي ما شاهدت في مكة المعظمة
حتى نعمل كلنا مثل ما يعمل أهل مكة المعظمة، فقال إبراهيم: أي شيء أكتب أنا لأن الغناء
والمعازف والمزامير والرقص والكبي والجاترا كلها مروج في مكة أفبهذا تعملون؟ وشهد محمد
رمضان في جماعة من المسلمين في مسجد جهانكير نكر أنه سمع من إبراهيم مثله ومعنى الكبي في
اصطلاح كفار بنكالة: الغناء بالفواحش والشتم، ومعنى الجاترا في اصطلاحهم ما يغني به كفار بنكاله
في مدائح أصنامهم، انتهى بلفظه، وقال في موضع آخر إنه يقول للمصلات الأربع هي أربعة
كودامات أنشأها الترك ومعنى الكودام حجرة دكان سلعة التجار، قال كنت يوماً في الدلدوار بكسر
الدال وسكون اللام وضم الدال الثانية وشرعت في صلاة المغرب فجاء إبراهيم ورفض الجماعة
وشرع الصلاة بجماعته الرافضة للسنة من وراء آخر صفوفنا، انتهى بلفظه.
مرزا إبراهيم العظيم آبادي
الشيخ الفاضل الكبير إبراهيم العظيم آبادي أحد الأفاضل المشهورين في بلاده، وكان من نسل زهر
يار خان الترك شاملو وزير عباس الماضي الصفوي، له يد بيضاء في الهندسة والهيئة وسائر الفنون
الرياضية، ولد ونشأ بعظيم آباد وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذة بلدته ثم دخل بهلواري سراً
ولم يعرف أحد اسمه ورسمه فلبث بها أربع سنين وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا أحمدي ابن
وحيد الحق البهلواروي، وجمع الكتب النفيسة زهاء خمسة عشر ألفاً من كل علم وفن وتصدى للدرس
والإفادة، وكان يدرس من الصباح إلى العشاء الآخرة ليلاً ونهاراً.
وله مصنفات عديدة أخبرني بها علي محمد العظيم آبادي.
الشيخ أبو إسحاق البهيروي
الشيخ العالم المحدث أبو إسحاق بن أبي الغوث العمري البهيروي أحد العلماء الراسخين في العلم،
ولد ونشأ ببهيره بكسر الموحدة الممزوجة بالهاء قرية من أعمال أعظمكده وحفظ القرآن وقرأ العلم
على أبيه وعلى غيره من الأساتذة ثم سافر إلى إله آباد وأخذ عن الشيخ فاخر بن يحيى العباسي الإله
آبادي، وأسند الحديث عنه ولبس الخرقة من أبيه، ثم تولى الشياخة، وكان آية ظاهرة ونعمة باهرة
في التقوى والعزيمة وقلة الأمل، وكانت له يد بيضاء في نقد الأحاديث وتصحيحها، أخذ عنه خلق
كثير، توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
مولانا أبو البركات البنارسي
الشيخ العالم الحاج أبو البركات بن فضل إمام الحنفي المجددي البهاري أحد العلماء الصالحين، ولد
ونشأ بأرض الهند، وقرأ العلم على أساتذتها، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار سنة أربع
وسبعين ومائتين وألف، ورجع إلى الهند ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار مرة ثانية، وسافر
إلى مصر والقاهرة والشام والقدس الشريف سنة تسع وسبعين، فزار المشاهد، ورجع إلى الهند ولبث
بها مدة من الزمان ثم هاجر إلى المدينة الطيبة وسكن بها مجاوراً لسيد البشر المطهر عن زيغ البصر
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرشيد بن أحمد سعيد