للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله شرح على أرجوزة الأصمعي، وله مراسلات إلى العلماء والأدباء وتخميس نفيس على قصيدتي

والده: البائية والهمزية.

وكان نسيج وحده في النظم والنثر وقوة التحرير وغزارة الإملاء وجزالة التعبير وكلامه عفو الساعة

وفيض القريحة ومسارعة القلم ومسابقة اليد، وعندي بفضل الله جملة صالحة منها، وإن كان يسعها

هذا المختصر لأوردت شيئاً كثيراً ها هنا.

وأما القليل من ذلك الكثير فقوله:

يا سائراً نحو بان الحي والأسل سلم على سادة الأوطان ثم قل

ما زلت في بعدكم كالنار في شعل والأرض في كسل والماء في ملل

أريد لمحة وصل استضئ بها في ظلمة الهجر ضاقت دونها حيلي

إني صليت على أنس وتذكرة لأهل ودي وخلق المرء لم يحل

فلا أزال بابكاري أسائركم وإن خدمت كرام الخيل والإبل

ما العيش إلا خيالات أوجهها إلى ذراكم لدى الأسحار والأصل

أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

لعل إلمامكم بالدار ثانية يدب منه نسيم البرء في العلل

أرجو اللقاء بميعاد وعدت به والخلف في الوعد منكم غير محتمل

فإن عزمتم على إنجاز وعدكم سعيت في طلب الأسباب والوصل

أردت تفصيل آمالي فعارضني خوف السآمة في الإكثار والملل

لا زال مجدكم في الدهر منبسطاً وظلكم فيه عنا غير منتقل

وقوله في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

ألا يا عاذلي دم في ملامي فإني لا أحول عن الغرام

فجفني ساهر ما دمت حياً وقلبي هائم والدمع هامي

فيا ريح الصبا عطفاً ورفقاً إلى ذاك الحمى بلغ سلامي

وقل يا أهل ودي في هواكم مضى شهري وأيامي وعامي

وصرت ببعدكم كالعود جسمي على نار ودمعي في انسجام

إلام تظاهرون على كئيب كسير القلب صب مستهام

إلام الهجر والإعراض عني وحتام التمادي في الخصام

غرامي ثابت غض طري وحبكم على طرف الثمام

نسيتم عهدكم يا أهل ودي كأنا ما التقينا في مقام

فإن عدتم لوصل والتئام فأهلاً بالعناق وباللزام

وإن جرتم علي فلي غياث بباب المصطفى خير الأنام

إليه توجهي وله استنادي وفيه مطامعي وبه اعتصامي

أجرني سيدي من ضيم سقم أشد على من وقع الحسام

صبرت عليه حتى عيل صبري وكاد يذيقني طعم الحمام

فمدحك رقيتي وشفاء دائي إذا ما خضت في لجج السقام

وذكرك سيدي حرزي وحصني آتيه به على الجيش اللهام

<<  <  ج: ص:  >  >>