للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاريخ أوده ونال الخدمة الرفيعة في الدولة الإنكليزية، فاستقل بها

مدة حياته.

مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.

القاضي غلام علي السورتي

الشيخ العالم الفقيه غلام علي بن جمال بن عبد الله الهاشمي السورتي الكجراتي أحد الفقهاء الحنفية،

ولي الإفتاء والقضاء بعد والده، وكان يدرس ويفيد.

مات لست بقين من رمضان سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف بمدينة سورت، كما في حقيقة

سورت.

الحكيم غلام علي الأميتهوي

الشيخ الفاضل غلام علي بن عباد الله بن خليل بن رضي بن عزة الله العثماني الأميتهوي أحد

العلماء المبرزين في الصناعة، ولد ونشأ بأميتهي، وسافر في شبابه إلى حيدر آباد فقرأ العلم على من

بها من العلماء، ثم سافر إلى بروده وتطبب على الحكيم قاسم علي الموهاني، ثم شفع له الحكيم

المذكور إلى صاحب كواليار فجعله طبيباً خاصاً له وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع

إلى كواليار.

مات بها في منتصف ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في رياض عثماني.

الشيخ غلام علي الدهلوي

الشيخ الإمام العالم الزاهد غلام علي بن عبد اللطيف العلوي النقشبندي البنالوي ثم الدهلوي أحد

الأولياء السالكين، اتفق الناس على ولايته وجلالته، ولد سنة ست وخمسين ومائة وألف ببلدة بناله من

بلاد بنجاب ونشأ بها، وقرأ العلم حيث ما أمكن له في بلاده، ثم سافر إلى دهلي وقرأ صحيح البخاري

على الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي وأسند عنه الحديث، ولازم الشيخ الكبير

جانجانان العلوي الدهلوي وله اثنان وعشرون سنة، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة طويلة، ولما

توفي شيخه المذكور تولى الشياخة مكانه، فحصل له القبول العظيم وتكاثر عليه العلماء والمشايخ

وعامة الناس من كل صنف وطبقة من العرب والعجم.

وكان يشتغل بالنفي والإثبات كل يوم عشرة آلاف مرة وباسم الذات ما لا يحصى بحد وعد

وبالاستغفار والصلاة على النبي المختار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لا يستقصي، وكان يقرأ القرآن

الكريم قدر عشرة أجزاء كل يوم، وكان يجتزئ في إفطار الصوم بالماء، وفي النوم على الأرض،

واظب على ذلك خمس عشرة سنة حتى نال مرتبة قلما يبلغ إليها الناس، قال أحمد بن المتقي في آثار

الصناديد: إنه كان عجيبة من عجائب الدهر في الزهد والقناعة والتسليم والرضاء والتوكل والإيثار

والترك والتجريد، لم يتزوج قط، ولم يبن داراً، ولم يدخر شيئاً من النذور والفتوحات، ولم يلبس

الثياب الفاخرة، ولم يأكل الأطعمة اللذيذة، بل كانت فتوحاته مصروفة على مستحقيها، وكان يصلي

صلاة الصبح في أول وقتها، ثم يقرأ القرآن عشرة أجزاء، ثم يتوجه إلى أصحابه، ويلقى عليهم

النسبة، فيشتغل بها إلى صلاة الإشراق ثم يصلي، ويتصدر للتدريس فيدرس الحديث والتفسير إلى

الظهيرة، ثم يأكل قدر ما يقويه على العبادة، ويقيل اتباعاً للسنة السنية، ثم يصلي الظهر في أول

وقته، ثم يدرس الفقه والحديث والتصوف إلى وقت العصر، ثم يصلي ويتوجه إلى أصحابه، كما كان

يتوجه إليهم أول النهار، وكان يحيي ليله بالعبادة والقيام إلا قدراً يسيراً من النوم، وكان نومه على

مصلاه، وقلما تخلو زاويته من خمسمائة رجل يأكلون من مطبخه، انتهى.

وقال الشيخ مراد بن عبد الله القزاني في ذيل الرشحات: إنه كان قليل المنام، وقليل الطعام، فإذا

رأى أحداً من أصحابه في نوم الغفلة وقت التهجد كان يوقظه، وكان الأغنياء يرسلون إليه أطعمة

مطبوخة بالتكلفات فلم يكن يأكل منها بل كان يكره أكلها للطالبين أيضاً، وكان يقسمها على جيرانه،

وكان يحيي أكثر الليالي بالذكر والمراقبة، وكان نومه قعوداً على هيئة الاحتباء، ولم يكن يمد رجليه

من غاية الحياء إلا قليلاً، حتى كان موته على هيئة الاحتباء، وكان من

<<  <  ج: ص:  >  >>