الحياء بمكان لم ينظر إلى
وجهه في المرآة فضلاً عن النظر إلى وجوه الناس، وكان بعض أرباب الحاجة يأخذ شيئاً من ملكه
من غير إذنه فإذا رآه أشاح بوجهه تغافلاً عنه، وكان بعضهم يأخذ كتابه ثم يجيئون بذلك الكتاب للبيع
عنده فيعطي قيمته ويأخذه، فإذا قال له شخص أحياناً إن هذا الكتاب من كتبكم وله علامة موجودة فيه
كان يمنعه بعنف، ويقول: إن كاتباً واحداً يكتب كتباً متعددة فيجوز أن يكون مثله لا عينه، وكان يلبس
الثياب الخشنة فإذا أرسل إليه شخص ثوباً نفيساً كان يبيعه، وكان ذلك عادته في سائر الأشياء،
فيشتري بثمنه ثياباً متعددة ويتصدق بها، ويقول: إن انتفاع أشخاص أفضل من انتفاع شخص واحد،
ولم يكن يذكر شيء من الدنيا في مجلسه وكان مجلسه مثل مجلس سفيان الثوري، فإن تكلم فيه أحد
بغيبة شخص كان يقول: إن أحق الناس بالذكر بالسوء أنا، وكان عادته الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، وكان لا يأخذه في ذلك لومة لائم، وكان الملوك والصعلوك سواسية عنده في ذلك، انتهى.
أخذ عنه السيد إسماعيل المدني والشيخ أحمد الكردي والشيخ خالد الكردي والشيخ محمد جان
الباجوري والشيخ أبو سعيد الدهلوي وولده الشيخ أحمد سعيد والشيخ رؤف أحمد الرامبوري والشيخ
بشارة الله البهرائجي والسيد أبو القاسم بن المهدي الحسيني الواسطي وخلق كثير من العلماء
والمشايخ، وله رسائل عديدة منها: مقامات مظهري وأيضاح الطريقة.
مات لثمان بقين من صفر سنة أربعين ومائتين وألف بدهلي وقبره ظاهر مشهور داخل البلدة.
الشيخ غلام علي الجرياكوتي
الشيخ الفاضل غلام علي بن نجابة الله بن فضل الله بن سلطان أحمد العباسي الجرياكوتي أحد
العلماء المبرزين في النحو، سافر إلى دهلي في شبابه وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله
الدهلوي ولازمه مدة، ثم رجع إلى بلدته وتصدر للتدريس، وله رسائل في الصرف والنحو.
مات سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي.
المفتي غلام غوث الكوباموي
الشيخ الفاضل غلام غوث العمري الكوباموي أحد العلماء المشهورين كان من نسل القاضي مبارك،
رحل إلى مدراس في صغر سنه، وقرأ العلم على القاضي إرتضا علي خان الكوبامؤي، ولازمه مدة،
ثم ولي الإفتاء بكنتور بتقديم النون على التاء الفوقية بلدة من أعمال مدراس، فاشتغل بالفتيا والتدريس
مدة طويلة، وذهب إلى حيدر آباد في مرض موته للعلاج فمات على أربعة أميال من حيدر آباد سنة
اثنتين وثلاثين ومائتين وألف.
الشيخ غلام فريد السورتي
الشيخ الفاضل غلام فريد بن غلام أحمد السورتي فريد الدين الحنفي الكجراتي، كان من كبار
المشايخ، ولد ونشأ بأحمد آباد، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم دخل سورت وسكن بها، وكان
يدرس المثنوي المعنوي، انتفع به جمع كثير.
مات لثمان بقين من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة.
مولانا غلام فريد اللاهوري
الشيخ العالم الفقيه غلام فريد الحنفي اللاهوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان كثير
الدرس والإفادة قلما يشتغل بغيرها من الأشغال.
مات سنة ست عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية.
الشيخ غلام قادر الكوباموي
الشيخ الفاضل غلام قادر بن عبد الحق بن فاخر الكوباموي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية،
قرأ العلم على القاضي إرتضا علي الكوباموي، واشتغل بالتدريس مدة مديدة بمدراس، له رسائل في
الفقه والعقائد.