للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في غمز ألحاظها فتك الأسود وإن حاكين ريم الفلا بالطرف والجيد

قد خاب من غازل الغزلان يأملها وباد من رام أنس الريم في البيد

ذر المراشف واستعذابهن ففي تلك العذاب عذاب غير مردود

فلا يروقنك لين في معاطفها إن القلوب لمن أقسى الجلاميد

يبكي المشوق بعبرات موردة ما في مباسمها من حسن توريد

وله:

فؤادي هائم والدمع هامي وسهدي دائم والجفن دامي

وقلب ما فتى بجوى ولوع ولوع في اضطراب واضطرام

ودمع بل دم صرف جرى من يناطي ساجماً أي انسجام

وطرف أرمد يؤذيه غمض وليل سرمد ساجي الظلام

طويل لا يقاس به ظلام فساعته كشهر بل كعام

حمامي حاضر والوجد باد وجسمي ذابل والشوق نام

مات لإثنتي عشرة خلون من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف بجزيرة من جزائر السيلان

فدفن بها.

الشيخ فضل رسول البدايوني

الشيخ العالم الفقيه فضل رسول بن عبد المجيد بن عبد الحميد العثماني الأموي البدايوني أحد الفقهاء

الحنفية، ولد في صفر سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على جده عبد

الحميد، ثم سافر إلى لكهنؤ وتخرج على مولانا نور بن أنوار الأنصاري اللكهنوي، ثم تطبب على

الحكيم ببر على الموهاني ببلدة دهولبور وأقام بها زماناً للاسترزاق، ثم طلبه والده إلى بدايون وأقام

بها برهة من الزمان، ثم سافر إلى بنارس واشتغل بمداواة الناس مدة مديدة، ثم جاء إلى بلدته وأخذ

الطريقة عن أبيه، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الله سراج المكي

والشيخ عابد السندي المدني، ورجع إلى الهند، وأقام بها زماناً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار،

ورحل إلى بغداد وأخذ الطريقة عن السيد علي نقيب الأشراف بها، ثم عاد إلى الهند وحصل له

القبول بحيدر آباد، كان يتردد إليها ويجالس الأمراء، وينال من محي الدولة أحسن منال.

وكان فقيهاً جدلياً مناظراً شديد التعصب في المذهب، دائم المخاصمة بالعلماء، أبعد خلق الله عن

السنة، منتصراً للبدعة، راداً على أهل الحق بخرافاته، محباً للدنيا، وكان يكفر الشيخ إسماعيل بن

عبد الغني الدهلوي، ويرمي بالنصب والخروج الشيخ ولي الله المحدث، ويطعن في الشيخ أحمد بن

عبد الأحد السرهندي، إمام الطريقة المجددية، ويقول: إنهم ضلوا فأضلوا.

ومن مصنفاته: المعتقد المنتقد والبوارق المحمدية وتصحيح المسائل وسيف الجبار وفوز المؤمنين

وتلخيص الحق وإحقاق الحق وقيل: إن له شرحاً على فصوص الحكم وله كتاب الصلاة وتلخيص

شرح الإمام النواوي، وله حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وله غير

ذلك من المصنفات.

توفي لثلاث خلون من جمادي الآخرة سنة تسع وثمانين ومائتين وألف وله سبع وسبعون سنة، كما

في تذكرة علماء الهند.

القاضي فضل الرحمن البردواني

الشيخ العالم الفقيه القاضي فضل الرحمن القرشي الحنفي البردواني أحد العلماء المشهورين، ولد

ونشأ ببردوان بفتح الموحدة بلدة من أعمال بنكاله وقرأ العلم على مولانا أمين الله بن سليم الله العظيم

آبادي، وعلى صنوه الكبير القاضي غلام سبحان القرشي

<<  <  ج: ص:  >  >>