فذهبت إليه، وكان في خباء، فاستأذنت الدخول عليه،
فأذن لي وإني كنت سمعت من قبل أنه لا يصافح أحداً ولا يعانق لأجل الوسواس، فلما دخلت عليه
رأيته يستنجي باليمين، فلما رآني أخرج يده اليمنى من الإزار ومد إلي للمصافحة، وكان الحجر بيده،
وقال: المصافحة مسنونة، فقلت: هكذا ليست بمسنونة، ثم قلت: إن الله سبحانه جعل اليمنى للوجه
واليسرى للعورة، ولذا شرع الاستنجاء باليسارى، فإن كان لعذر الحرج في اليمنى فبينوا لي ذلك
الحرج، فقال: إني أستنجي باليمين لا لعذر أو مرض بعذر بل لأني ما وقفت على نص على حرمة
الاستنجاء باليمنى، فقلت له: يبعد من المسلم أن يخالف السنة النبوية، فضاق صدره، وقال لي: إن
شيخكم ملا حسن ذهب إلى أن التصديق إدراك والحقيقة أنه ليس بكيفية إدراكية بل حالة تحصل بعد
الإدراك، كما ذهب إليه السيد محمد زاهد الهروي في بعض تعليقاته، فقلت له: إن الهروي قلد
صاحب نقد التنزيل في خطأ فاحش صدر منه في تلك المسالة، لأنه يلزم على قوله أن المصدق به
إدراك والتصديق جهل، وهذا لا يصح، لأنه إن قلت إنه إدراك لتعلق العلم التصوري به، فينبغي أن
يكون المتصور إدراكاً لا المصدق به، وإن كان إدراكاً لتعلق العلم التصديقي به فلا يصح أن يقال إن
التصديق غير إدراك، لأنه لا يسع للعاقل أن يقول إن متعلق الشيء إدراك والشيء جهل، وانجر
الكلام إلى التطويل ولم يأت بجواب الغليل ويشفي العليل، انتهى.
مات نحو سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف ببلدة بريلي، كما في تاريخ فرخ آباد.
مولانا محب الله الهندي
الشيخ العالم الكبير محب الله الحنفي الهندي ثم المكي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بالهند، وقرأ
العلم على بحر العلوم عبد العلي اللكهنوي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأقام بمكة
المباركة مجاوراً للحرم المحترم، أدركه الشيخ رفيع الدين المراد آبادي في مكة سنة إحدى ومائتين
وألف وذكره في كتابه.
مولانا محبوب علي الدهلوي
الشيخ العالم المحدث محبوب علي بن مصاحب علي بن حسن علي بن روشن علي بن رحيم الدين
بن فهيم الدين الحسيني الجعفري الدهلوي أحد العلماء المشهورين، ولد بدار الملك دهلي في غرة
محرم سنة مائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، وحصلت له الإجازة
عن الشيخ عبد العزيز بلا واسطة وشارك العلامة إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي في السماع
والقراءة للترمذي على الشيخ عبد القادر المذكور، وبايع السيد المجاهد أحمد بن عرفان البريلوي بيعة
الجهاد، وسافر إلى الحدود مع أصحابه لينصره في الجهاد، ولكن الشيطان وسوس في صدره فتأخر
ورجع إلى الهند.
وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري وسمع منه الحديث
المسلسل بالأولية، وكذا المسلسل بسورة الصف وكذا الأربعين المروية عن أهل البيت عليهم السلام
من لفظه وأجازه إجازة عامة وكتبها له بخطه.
مات في عاشر ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين وألف ببلدة دهلي فدفن بهاكما في يادكار دهلي.
مولانا محبوب علي السنبهلي
الشيخ الفاضل محبوب علي الحنفي السنبهلي ثم الرامبوري أحد الفقهاء الحنفية قدم لكهنؤ سنة ستين
ومائتين وألف، وأقام بمدرسة الشيخ بير محمد اللكهنوي أياماً قلائل، وكان يذكر، وله هداية الجمعة
رسالة أثبت فيها أن إقامة الجمعة في مقامات عديدة من مصر واحد لا تجوز، وتكره في ثلاث مقامات
منه كراهة تحريم، وقد رد عليه مولانا لطف الله اللكهنوي في كتابه صولة الأسد على أعداء التعدد
قال فيه: إنه كان يقول إن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي أخطأ في تفسير ما أهل لغير الله
وإن تقوية الإيمان للشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي تقوية الإيمان، إلى غير ذلك من الأقاويل.
الشيخ محسن بن منتظم الدهلوي
الشيخ الفاضل محسن بن منتظم بن شجاع