استدل بعضُ الفضلاء على التكفير بهذه الحالة بأن المقنن أصبح طاغوتاً يتحاكم إليه من دون الله، وهذا الاستدلال غير صحيح وبيان خطإه من وجهين:
الوجه الأول: أنه مبني على مقدمة غير صحيحة، وهي القول بأن الطاغوت لا يكون إلا كافراً! وبرهان خطإ هذه المقدمة من ثلاث جهات:
١. أن الطاغوت يطلق على:(كل رأس في الضلالة) , وذلك أنه مشتق من الطغيان الذي هو: مجاوزة الحد.
قال القرطبي رحمه الله:" أي: اتركوا كل معبود دون الله؛ كالشيطان , والكاهن , والصنم , وكل من دعا إلى الضلال "(تفسيره ٥/ ٧٥، تحت قوله تعالى:{وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل ٣٦]).
وقال الفيروز آبادي رحمه الله:" والطاغوت: ... وكل رأس ضلال , والأصنام، وما عبد من دون الله , ومردة أهل الكتاب "(القاموس المحيط ٤/ ٤٠٠، طغا).