للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لفظه، والإدراج، وثبوت ما يخالفه عن صحابه، ومخالفة لما رواه عدد التواتر" (١) .

إذن فرواية الوليد بن مسلم وهم، والسبب في وقوع هذا الوهم هو أن الراوي روى هذا الحديث بالمعنى الذي فهمه (فالراوي ظن حين سمع قول أنس – رضي الله عنه – صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم – فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، نفيها بذلك فنقله مصرحاً بما فهمه، وقال ايذكون باسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة ولا في آخرها، وفي لفظ فلم يكونوا يفتتحون القراءة ببسم الله، وصار بمقتضى ذلك حديثاً مرفوعاً، والراوي لذلك مخطئ في ظنه" (٢) .

وممن صرح بأن سبب الوهم من الراوي هو روايته لهذا الحديث بالمعنى، الإمام ابن الصلاح (٣) والحافظ ابن حجر (٤) .

فهذا المعنى الذي فهمه الراوي خطأ، والمعنى الصحيح هو كما بينه الشافعي –رحمه الله- قال: "معناه: أنهم كانوا يبتدئون بقراءة فاتحة الكتاب قبل السورة، وليس معناه أنهم لا يقرؤون باسم الله الرحمن الرحيم" (٥) .

وقد ورد في رواية مسلم من طريق شعبة عن قتادة فلم أسمع أحداً منهم يقرأ باسم الله الرحمن الرحيم (٦) ولا يلزم من نفي السماع عدم الوقوع، بخلاف الرواية المتقدمة (٧) .

ومن القرائن التي ذكرها الإمام ابن الصلاح وغيره من العلماء على أن


(١) تدريب الراوي:ج١ ص٢٥٥.
(٢) فتح المغيث ج١ ص٢٤٩.
(٣) علوم الحديث ص٨٣.
(٤) النكت ص٣٢٤.
(٥) نقله الترمذي في جامعه: ج١ ص٢٠٦ (مع التحفة) .
(٦) صحيح مسلم كتاب الصلاة، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة (٥٠) ج١ ص٢٩٩.
(٧) التقيد والإيضاح ص١٠٠.

<<  <   >  >>