للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فَوَلَّوْا تَحْتَ قِطْضِطِهَا سرِاَعًا تَكُبُّهُمُ المَهَنَّدَة الذكّورُ

فلا شك أنك تلحظ كيف استغل الشاعر الاستعارة استغلالاً حسنًا في ابراز ما راده من معني، ومع ذلك فان الإمام المرزوقي قد تجاوز الوقوف عند هذا مكتفياً بشرح الألفاظ وعرض الم عني والحديث عن مقابلة صدر البيت الأول وعجزه.

إننا لا نريد أن نغمط الرجل حقه، فهو بالرغم مما رأينا منه في هذا الجانب، فإن شرحه- كما قال القفطي- يعد "الغاية في بابه"، ولكننا مع ذلك لا نريد أن نقف عند الجوانب الإيجابية في شرحه دون التعرض إلى الجوانب السلبية فيه، كما لا نريد أن نصور الأمور في غير موضعها الحقيقي أو نضفي عليها أسلوباً بغلب قلتها على كثرتها.

وثمة أمر آخر ذهب إليه الدكتور العمري- وهو يطبق هذا المنهج على شرح المرزوقي للحماسة- وهو أنه تكلم عن مسار الشراح في شرح النص الشعري فوضح أنهم يسيرون فيه في مسالك ثلاثة متوالية أولها: شرح الألفاظ الغربية، وثانيها: شرح العبارات المشكلة، وثالثها: توضيح المعني الكلي نتيجة لتوضيح العنصرين السابقين، ثم مضي فقال: فإذا نظرنا إلى شروح الشعر عند المروزقي نجد أن منهجة مغاير لك من سبقوه أو عاصروه. ان أول ما يثير اهتمام المرزوقي هو المعني يريد أن يقدمه أولاً قبل كل شيء. وقال في موضع آخر- والحديث عن المروزوقي: - "المعني هو ديدنه وهو شغله الشاغل وهو كل اهتمامه وكل هدفه، المعني له الصدارة، وله الأولية في الشرح دون أن يطغي عليه أي عامل مساعد آخر" ثم عرض أمثله اقتطعها من شرح الحماسية ليبرهن بها على صحة ما ذهب إليه، موازنًا بين عمل المرزوقي في هذا الجانب وعمل ابن جني في" التنبيه" لينتهي إلى قوله: " فإذا أنعمنا في هذا الشرح- يريد شرح الحماسة- وجدنا أن

<<  <   >  >>