للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يطغيان عليه طغيانًا واضحًا، بل انه كثيرًا ما نراه يكتفي في شرح البيت والواحد فقط أو باللغة والنحو غير بالمعني ولا مهتمًا بإيراده وتستطيع ان تجد برهان هذا القول في مواضع كثيرة شملت سائر أجزاء الشرح، وهو - كما رأيناه ورآه عبد السلام هارون- كان في غلبه شرحه عالة على المرزوقي، ومع ذلك كثيرًا ما يسقط المعني الذي أورده المرزوقي مكتفيًا من ذلك بالنحو فقط. انظر مثلاً كيف كان عمله في شرح بيت حفص العلمي الوارد في باب النسيب والذي يقول فيه:

فَيَا رَبَّ إِنْ لمَ تَقْضِهَا لي فَلاَتَدَعْ ... قَذُور لَهُمْ وَاقْبِضْ قَذُورَ كَما هِيَا

نقل التبريزي من المزروقي هذا القول: " وموضع" كما هيا" نصب على الحال، وما من قوله"كما يجوز أن تكون بمعني الذي، وتكون هي خبرًا لمبتدأ محذوف كأنه قال: كالذي هو هي، ويجوز أن تكون ما كافة الكاف عن عمل الجر ويكون هي في موضع المبتدأ والخبر محذوف والمعني اقبضها كما هي".

هذا ما نقله التبريزي عن المرزوقي لم يتصرف فيه بشيء ولم يضف إليه شيئًا، ولكن انظر ماذا قال المروزفي في شرحه قبل أن يورد هذا الكلام في النحو والإعراب قال: " دل بالبيت على ضيق صدره بحاله، وشده ضنه بصاحبته، فدعا ربه أن يقبض قذور إليه إن لم يقدر بينهما مرافأة والتحاماً، ويتوفاها بالموت ليأمن أن يملك أمرها غيره، وهذا يدل على شدة غيره فيه، ومضايقة للناس كافة في شيء يتمناه، ثم يقصر عنه".

فهل مثل هذا العمل في الشرح يمكن أن يوصف صاحبه بأنه يوفق بين أجزاء من العلم والفن والتخصص توفيقًا تامًا، وينسق بين أجزاء الشرح بانسجام يشعر بالتكامل والترابط؟ !

كذلك لا نجد عند التطبيق ما يدعم قول الدكتور العمري الذي جاء فيه أن هذا المنهج تتعادل فيه عناصر الشرح، وتتآذر بحيث لا يطغي عنصر على آخر، وإنما

<<  <   >  >>