للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

توضع العناصر كلها جنبًا إلى جنب وفي مستوى واحد يكمل بعضها بعضًا "فالتبريزي- كما أشرنا من قبل- كان معلمًا في النظامية يدرس الأدب بها، وكان يدرسه من خلال مختارات شعرية منها المعلقات والمفضليات، ومنها ديوان الحماسة وكانت لدية حصيلة من الشروح جمعها لتكون عدة له في عمله شأن كل معلم في أي زمان يدرس الأدب القديم، كان لديه من شروح المعلقات شرح أبي جعفر النحاس وشرح أبي بكر بن الأنباري فانتخب من هذين الشرحين شرحه للقصائد العشر، وكان لديه من شروح المفضليات شرح الأنباري وشرح المرزوقي فانتخب منهما شرحه للمفضليات. أما في ديوان الحماسة فقد كانت لديه شروح عدة- بدت لنا من شرحه- هي شروح القاسم الديمري وأبي رياش، وأبي بكر الصولي، وأبي عبد الله النمري، وأبي على المرزوقي، أبي هلال العسكري، وأبي العلاء المعري، وأبي القاسم الفسوي، وكان لديه كتاباً التنبيه والمبهج لأبي الفتح بن جني، وكتاب" إصلاح ما غلط فيه أبو عبد الله النمري" لأبي محمد الأعرابي، هذا فضلاً عن سماعاته من الشيوخ وقراءاته في كتب علماء اللغة والنحو أمثال الخليل وسيبويه والمبرد وغيرهم، وكانت عناصر الشرح، كما تبلورت في ذلك الزمن تتمثل في الآتي:

(١) شرح أسماء الشعراء. (٢) ذكر مناسبة الشعر. (٣) تحديد بحر الشعر وضربة وقافيته (٤) اختلاف الروايات ومناقشتها واختيار الأجود منه. (٥) شرح لغة الشعر وما فيها من تصريف واشتقاق وأوزان. (٦) ذكر ما يتصل بالشعر من قضايا الإعراب والنحو. (٧) إيراد المعني وما فيه من تأويلات. (٨) رواية الأحداث التي تتصل بالنص وما قيل فيها من أشعار وأمثال وأخبار. (٩) التعريف بالأعلام الواردة في النص الشعري (١٠) إيراد اختلافات الشراح في عناصر الشرح وما وجهه بعضهم لبعض من نقد واعتراض. (١١) نقد الشعر المختار في الحماسة وإيراد آراء السابقين في هذا الخصوص. (١٢) معالجة النواحي البلاغية التي اشتمل عليها النص.

هذه هي عناصر الشرح كما تبلورت في ذهن التبريزي في ذلك الزمن فماذا يصنع حتى يقدم لتلاميذه شرحًا يشمل جميع هذه العناصر، وهو الرجل ذو المنهج

<<  <   >  >>