للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

التجميعي الانتخابي. نظر في الشروح التي أمامه فوجدها كما صورها في مقدمة شرحه حين تكلم عن ديوان الحماسة وشراحة قال: "فمنهم من قصر فيه، ومنهم من عني بكر إعراب مواضع منه دون إيراد المعاني، ومنهم من أورد الأخبار التي تتعلق به وأعرض عن ذكر المعاني، ومنهم من ذكر المعاني دون الأعراب والأخبار.

وكان من الطبيعي- والحال كما صوره في هذه الشروح- أن ينتخب ما يوفر لشرحه جميع العناصر السالفة فهي- مجموعة لا منفردة- قد تشتمل على ذلك، فما عليه إذن إلا أن يأخذ من كل شرح ما تقتضيه الحاجة إلى استيفاء هذه العناصر، ثم ينسقها ويرتبها ترتيباً يحق لها التعادل والتآزر بحيث لا يطغي أحدها على الآخر، ويضعها كلها جنبًا إلى جنب وفي مستوى واحد يكمل بعضها بعضًا، هذا ما رمي إليه الدكتور العمري، وما يرمي إليه كل متصور للمنهج التجميعي الانتخابي، ولكن هل حق التبريزي هنا في شرحه للحماسة؟

أننا بعد دراسة مضنية لشرحه ومضاهاة مجهدة لعمله بما جاء في شرح المرزوقي واستخرج جميع ما أخذه منه اكتشفنا الحقيقة الآتية: انه جعل شرح المرزوقي أصلًا لشرحه في جمهور النصوص الشعرية الواردة في ديوان الحماسة، ثم لجأ إلى الشروح الأخرى يحاول أن يكمل منها ما ينقص شرح المرزوقي من عناصر، فأخذ شرح أسماء شعراء الحماسة والأعلام الواردة في الشعر من ابن جني وأبي العلاء وأبي رياش وأبى هلال وأخذ ما يتصل بالنصوص من مناسبات وأخبار وأحداث من أبي رياش وأبي هلال وأبي محمد الأعرابي، وأخذ اللغة والنحو من المرزوقي أولًا ثم من أبي العلاء وابن جني، وأخذ بعض ما أورده النمرى منمعان وبخاصة في المواطن التي كان أبو محمد الأعرابي يعترض عليه فيها، كما اخذ بعض المعاني الأخرى من شرح زيد بن على الفارسي الفسوي، وأخذ في مواضع قليلة بعض ما أورده أبو هلال في نقد الشعر المختار في الحماسة، وسجل لنا بعض اعتراضات المرزوقي على ابن جني مبينًا رأيه في ذلك، كما سجل لنا بعضًا من مناقشات أبي العلاء لأبى رياش وأبي

<<  <   >  >>