للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقد شرحه بقوله: "أعطف فرسي دعلجا عليهم حالا بعد حال، وكرا بعد فر، وإذا اشتكى من كثرة وقوع الطعن بدصره حمحم" ثم مضي فقال: هذا إذا رويت"لبانه" بالرفع لأن بعض الناس روي"ولبانه" بالنصب كأنه فر من أن يكون الاشتكاء والتحمحم للبان على كثرة نسبة الاشتكاء إلى الأعضاء الآلمة، فوقع فيما هو أقبح لأن المراد أكر عليهم فرسي، فلا معني لعطف اللبان عليه، ثم دعم ما قرره من معني بقول عنترة في المعني ذاته مشيرًا إلى إحسانه فيه وهو:

فأَزْوَرَّ مِنْ وَقْعِ القَنَا بِلَبَانِه وَشَكَا إليَّ بِعَبرَةٍ وَتَحَمْحُمِ

ومن أمثلة اعتماده على اتفاق مالديه من نسخ للحماسة على رواية واحدة عمله في مناقشته رواية بيت للحريث بن عناب وهو "

نَعَالَوْا أُفاخِرْكُمْ أَأَعْيَا وَفَقْعَسٌ إِلى المَجْدِ أَدْنَى أَمْ عَشِيرَةُ حَاتِمِ

فقد روي بعضهم "أاعيار فقعس" يريد رؤساء فقعس، وزعم ان أعيا لا يعرفه اسم قبيله، وان رواية" أأعيا وفقعس" تصحيف استدركه فوقف المرزوقي معترضًا على هذا القول من أوجه ثلاثة": أحدها أن بني أعيا من قبائل سعد بن قيس، وهو مشهور ذكره النسابون وغيرهم، وثانيهما: أن طريقة النظم تقتضي ان تكون القبلية مقابلة بمثلها ومذكورة في المنافرة معها أحسن من أن يقابل الأفراد بالقبيلة، وأعيار إشارة إلى الأفراد لأنه يراد بها الرؤساء، وثالثها: أنه رجع إلى نسخ مختلفات المصادر فوجدها متواقفة في تحملها"أأعيا وفقعس"، "وإذا كان كذلك لا يجوز العدول عما قاله الشاعر إلى ما لم يقله"

ومن أمثلة اعتماده على المألوف في كلام العرب وما درج عليه الشعراء في نظمهم

<<  <   >  >>