وهذا أمر سبقت الإشارة إليه عندما أوضحنا أن المنهج الالتزامي النقلي الذي بدأ به العلماء شرح الشعر قد يطل بين شروحهم الاستقلالية القائمة على العقل والدراية وهما محك الإبداع والفنية في شروحهم.
أ- اللغة:
ولقد عالج المرزوقي اللغة وأفاد منها في شرح الألفاظ والتراكيب، وكان تأثره بمن سبقوه في هذا الجانب واضحًا، فهو قد وظف ثقافته الموروثة من العلماء في أجيال مختلفة توظيفًا جيدًا، حيث كان يستعين بهم في توضيح كل غامض ضمه النص المشروح أو أثاره الشرح. ان للخليل والأصمعي وابن الأعرابي وابن دريد وغيرهم وجوداً متفاوتًا في عمل اللغة لدى المرزوقي، فما خلفوه دائمًا معه يستعين به متى شاء. ولقد سبق أن أوضحنا مواضع نقولاته منهم، ولكننا نريد هنا أن نوضح طريقة عمل في اللغة من خلال إفادته منهم، وهي طريقة تدل على أنه كان واسع الاطلاع في علم اللغة بمختلف مواده، قادرًا على استدعاء معلوماته المستقاة من العلماء بصورة تغذي المادة التي يتكلم فيها بالوضوح والإبانة، فهو مثًلا ينقل لنا آراء ثلاثة علماء في لفظة" المنيح" التي وردت في بيت عروة بن الورد القائل:
قال:"المنيح قال الخليل هو الثامن من القداح، وقال أبو عمرو: المنيح والسنيح والوغد قداح لا أنصباء لها، وان تكثر بها القداح، فهي تجال أبدًا. وقال الأصمعي: المنيح الذي لا يعتد به" وينقل لنا آراء منهم في معني" دهر" الواردة في بيت قتادة بن مسلمة الحنفي الذي جاء فيه:
قال: " فأما تنكيره للدهر فقد حكي عن أبي زيد وأبي عبيدة ويونس أن الدهر والزمان والزمن ولاحين يقع على محدود وغير محدود، وعلى عمر الدنيا من أوله إلى آخره، وقال الخليل: الأبد الدهر المحدود، ويجعل اسمًا للنازلة ويقال دهر من