ينقل لنا تفسير أبي عبيدة والأصمعي لقونس الفرس قال بعد أن شرح لفظة القوانس الواردة في البيت بأنها أعلى البيض": وقونس الفرس منه، وهو العظم الذي تحته العصفوران، هكذا قال أبو عبيدة، قال الأصمعي: هو والعصفوران سواء".
والحق أن المرزوقي في هذا الجانب يبدو نقليًا بحتًا، ذلك لأن الأمر في معالجة اللغة يبدو كما صوره الدكتور العمري بقوله: " إن الشروح اللغوية مواد تقريرية متفق عليها ليس فيها إعمال للعقل أو اختراع، وإنما هى شروح موضوعة موروثة، منقولة عن السلف" على أننا يمكن ان نلاحظ ونحن نقرأ شرح المرزوقي في هذا الجانب أنه كان يتناول اللغة في نواحيها المختلفة: الاشتقاق، والصرف، والمعرب، والاضداد، واستعمال اللفظ حقيقة ومجازًا، واستعمال المرفوض من كلام العرب، ولغات القبائل، وهي نواح تكاد تغطي نشاطات علم اللغة، غير أن المرزوقي وهو يعالجها في شرحه كان يهدف إلى إيضاح المعني أكثر من أن يهدف إلى الاستقصاء والاطالة، وهو في هذا يختلف عن أصحاب المنهج العلمي التخصصي الذين يستقصون ويطيلون في تناولهم المادة اللغوية. والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة، ففي الاشتقاق مثلا نراه يقف عند لفظه"زرافات" الواردة في القطعة الأولى من باب الحماسة وذلك في البيت القائل: