وفي قول تأبط شرًا:" فَرَشْتُ لَهَا صَدْريِ" قال: "الفرش البسط ثم توسعوا فيه فقالوا: فرشت أمري وافترش لسانه فتكلم كيف شاء"، ونراه يشرح "العضب" وقد ورد لفظه في أحد الأبيات قال: هو القطع وتوسعوا فيه فقالوا: عضبه عن حاجته أي حبسه، وامرأة معضوبة أي معضولة، وسيف غضب أي قاطع كأنه وصف بالمصدر".
ونلاحظ أنه في شرحه اللغوي يتتبع استعمال الشعراء اللغة فيبين بالشرح والتحليل استخدامهم المرفوض في الاستعمال، فهو يقف عند بيت عبد الله بن الدمينة في الغزل وهو:
فيقول" أفقر كأنه بني على فقر المرفوض في الاستعمال" ثم يشرح ذلك بقوله: " وإنما قلت هذا لأن فقيرًا كان حكمه أن يكون فعله على فقر، ولم يجئ منه إلا افتقر، وشرط فعل التعجب وما يتبعه من بناء التفضيل أن لا يجئ إلا من الثلاثي في الأكثر، وما كان على أفعل خاصة، وإذا كان كذلك فأفقر لا يصح أن يكون مبنيًا على افتقر ولكن على فقر".
كما يلاحظ أيضًا أنه كان يهتم بتبيان لغات القبائل حين يجد شعراءها يستخدمون بعض الألفاظ الخاصة بهم، وذلك في مثل بيت القوال الطائي الذي يقول فيه:
قال المرزوقي: " ذو بمعني الذي وهي لفظة طائية تجيء بهذه الصورة في كل حال وتغير" ثم انتقل إلى"هلّم" فبينّ طريقة استعمالها عند أهل الحجاز وغيرهم قال: " وقوله" هلّم، فيه طريقان منهم من يجعله اسمًا للفعل فلا يغيَر عن حالة في المؤنث والتثنية والجمع وهم أهل الحجاز، وفي القرآن"والقائلين لإخوانهم هلمّ