إلينا، ومنهم من يجعله هاء التنبيه وقد ركّب مع لّم، وهو فعل فيثنيه ويجمعه ويؤنثه".
وهكذا نلمس من خلال ما عرضناه من نماذج في شرحه اللغوي أنه وان بلدا في بعض تناوله اللغة نقليًا بحتًا فانه بتطرقه لنواٍح مختلفة في علم اللغة قد أضفي على شرحه الأدبي قيمة علمية يحسها القارئ من خلال الفوائد الجمة التي يخرج بها في هذا الجانب.
ب- النحو:
وإذا كان المرزوقي قد اهتم باللغة لغاية تتمثل في شرح ألفاظ النص المشروح وإيضاحها فان اهتمامه بالنحو كانت الغاية منه شرح التراكيب ليصل بالاثنين معًا اللغة والنحو إلى إيضاح معاني النصوص وإظهار مضامينها، غير أن الدارس للنحو في شرحه يلاحظ جملة من الأمور أهمها ثلاثة: أحدها: أننا إن كنا قد لاحظنا قلة إسهابه في تناول المادة اللغوية، فإننا قد لمسنا لدية بعض الإسهاب فيما كان يثيره من شرح نحوي، ومن أمثلته تلك الوقفة التي رأيناها منه في تركيب" هواي" من بيت جعفر بن علبة الذي يقول فيه:
فقد قال: " هواي ياء الإضافة فتحت منه على الأصل، وذلك أن هذه الياء لما كانت ضمير اسم على حرف واحد متطرف كرهوا أن تسكن فتختل فجعلوا من أصله التحريك" وكان حقه أن يكتفي بهذا القدر في شرح إضافة الاسم الثلاثي المقصور إلى ياء المتكلم من حيث جعل ياء المتكلم فيه مفتوحة على الأصل، ولكنه استرسل قائًلا: " فإذا كان ما قبله متحركًا كغلامي وداري كان لك فيه وجوه: تحريك الياء وهو الأصل، وتسكينه تخفيفًا، وحذفه من النداء إذا قلت: يا غلام، وإبدال الألف منها مع انفتاح ما قبلها كقولك: وابأباها ويا غلامًا أقبل. وإذا سكن ما قبله فمتى كان واوًا أو ياء أدغم فيه ولم يكن بد من تحريكه لئلا يلتقي ساكنان،