تقول: مسلميّ في الجميع ومسلميَ في التثنية، وإذا كان ما قبله ألفًا كعصاي وقفاي وهواي لم يكن بد من الإتيان به على الأصل، وهو تحريكه لئلا يلتقي ساكنان أيضًا، ولا يجوز الإدغام هاهنا كما جاز مع الواو والياء لأن الألف لا تدغم في شيء ولا يدغم فيها غيرها لكونها هوائية لا معتمد لها في المخرج إلا في لغة هذيل لأنهم يبدلون من الألف الياء ويدغمون، وعلى هذا قوله:
فأنت تراه قد نقل الحديث من حكم إضافة ياء المتكلم إلى الثلاثة المقصور إلى أحكام ياء المتكلم في مختلف الحالات التي تضاف فيها، وهو بلا شك إسهاب واستطراد، غير أنه يحسنه في شرح المرزوقي أنه كان يعرض معه اللغة والبلاغة والمعاني وأحيانًا النقد ولذا لا يحس القارئ بأنه شرح علمي بحت، فهو ليس مثل ابن جني في" التنبيه" الذي يصرف كل همه إلى العلم البحت، ولا كالتبريزي الذي كان في مواضع مختلفة ينقل النحو واللغة من المرزوقي دون العناصر الأخرى، ولذا رأينا الدكتور أحمد أمين يصفه بأنه نحوي لغوي، ويفضل على شرحه شرح المرزوقي، مع أن الغلبة المطلقة من اللغة والنحو الموجودين في شرح التبريزي منقولة من شرح المرزوقي بتعديل وبغير تعديل.
وثاني هذه الأمور أن النحو في شرح المرزوقي يتمثل في جانبين أحدهما إيراد القواعد النحوية التي قننها علماء النحو، والآخر تطبيق هذه القواعد من خلال الإعراب، وفي الجانب الأول نراه يتعرض لجملة من قواعد النحو التي يرد الحديث فيها من خلال التراكيب الواردة في أبيات الحماسة. ومن أمثلة ذلك قاعة الاستغناء بالمفعول عن الخبر في تركيب" ليت شعري" الوارد في بيت أبي الأبيض العبسي وهو: