للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أَلاً لَيْتَ شِعْرِيِ هَلْ يَقُولَنْ فَوَارِسُ ... وَقَدْ حَانَ مِنْهُمْ يَوْمَ ذاك رَحيِلُ

قال: "شعري اسم ليت وخبره مضمرٍ استغني عنه بمفعول شعري، وليت شعرى لا يجئ إلا هكذا كما أن لولا يجئ أبدًا محذوف خبر المبتدأ الذي بعده، وقد استغني عنه بجوابه".

وكذلك قاعدة تركيب"أجدك" من حيث نصبه على فعل مضمر ولزومه الإضافة دائمًا، وكذلك في قوله أحد الشعراء في باب الملح وهو؛

أّحدَّكُمَا لَمْ تَعْلَما أَنَّ جَارَنَا أَبَا الحِسْلِ بالصَّحْرَاءِ لا َ يتَنَوَّرُ

قال: "أجدكما انتصب على المصدر من فعل مضمر كأنه قال: " أتجدان جَدَّكُمَا، ثم مضي يدعم هذا القول بما جاء عن سيبويه في الكتاب فقال: " وذكر سيبويه في باب ما ينتصب من المصادر توكيدًا لما قبله كقولك: هذا زيد حقًا لا باطًلا، وهذا القول لا قولك وهذا لزيد غير ما تقول، والتقدير هذا القول لا أقول قولك، قال سيبويه: أجدك لا تفعل كذا، ولا يستعمل إلا مضافًا، والتقدير أجدًا منك، وجرى هذا مجرى ما لزمته الإضافة نحو لبيك وما أشبها ومعاذ الله".

وأما في جانب التطبيق القائم على إعراب التراكيب فان الظاهرة التي تسود غلبة شرحه أنه كان يربط الإعراب المعني ربطًا محكمًا، وهنا تبرز شخصيته بوضوح لأنه كان ينظر إلى الإعراب وسيلة توصله إلى المعني أو قل كان يرى المعني من خلال الإعراب. ومن ذلك ما جاء عنه في بيت الأشجع السلمي الذي يقول فيه:

فَأصْبَح في لحدٍ مِنَ الأرَضِ مَيَّتًا وَكاَنت بهِ حَيّاً تَضيِقُ الصَّحاصِحُ

فقد قال: " في لحد موضعه نصب على أنه خبر أصبح وانتصب" ميتًا على الحال، وكذلك قوله" حيا" انتصب على الحال. ولا يجوز أن يكون في لحد" في موضع الحال، وميتًا خبر أصبح لأن"ميتًا" من الصدر في مقابلة" حيًا" من

<<  <   >  >>