أصابع اليدين, ولا يقاس بالكثرة الكاثرة من الآراء البصرية التي قام عليها نحوه في الشرح.
هذا فضلًا عن أنها لا تدل على أنه يختار رأيًا كوفيا فيما يعرضه وإنما مجرد عرض آراء لا أكثر ولا أقل, ولو نظرنا إلى الأمثلة الأربعة التي أوردها الدكتور العمري ليبرهن بها على انتخابه آراء الكوفيين لوجدناه يقف في ثلاثة منها مع البصريين ضمنًا أو صراحة, ففي المثال الأول الخاص ببيت الفند الزماني:
ولولا نبل عوٍض في خضماتي وأوصالي
نجد المرزوقي يروي ((عوض)) في البيت بالبناء على الفتح وهو مذهب البصريين ثم قال: ((عوض اسم للدهر معرفة مبني وكما يبني على الفتح يبني على الضم, والضم فيه حكاه الكوفيون, ويقال: لا أفعله عوض العائضين)) فهو في روايته وما ضربه من مثال لا يبنيه على الضم كما يفعل الكوفيون وإنما يبنيه على الفتح الذي هو مذهب البصريين.
وفي المثال الثاني الخاص ببيت لا مرأة من بني أسد هو:
أنعى فتًى لم تذر الشمس طالعًة يومًا من الدهر إلا ضر أو نفعا
قال المرزوقي:((انتصب طالعة على الحال المؤكدة لما قبله)) وهذا رأي البصريين ثم قال: (والكوفيون يقولون في مثله: انتصب على القطع)) ثم اعتمد على الرأي البصري مضى مقررًا قوله: ((وكما أن الحال يجيء مؤكدًا لما قبله تجيء الصفة مؤكدة لما قبلها, ومثال الحال رايته في الحمام عريانا, فعريان حال مؤكدة, ومثاله في الصفة أن تقول: فعلت كذا أمس الدابر)).
فهذا عمل لا يقال عن صاحبه إنه ((كان لا يسجل انتصارًا لهؤلاء أو هؤلاء بل