فقد بدأ الحديث فيه بإيراد رأي البصريين قال:((الآل عند أصحابنا البصريين والأهل واحد, ويدل على ذلك أن تصغير الآ أهيل كما أن تصغير الأهل أهيل)) ثم عرض رأي الكوفيين فقال: ((وأخبرنا الفراء عن الكسائي أنه قال: سمعت أعرابيًا فصيحًا يقول أهل وأهيل وآل وأويل. قال أبو العباس ثعلب: فقد صار أصلين لمعنيين لا كما قال أهل البصرة, وحكي أبو عمر الزاهد عن ثعلب أن الأهل القرابة كان لها تابع أو لم يكن والآل القرابة بتابعها. قال: ولهذا أجود الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم وأفضلها اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)).
فنحن في هذا المثال نراه يعرض الرأيين معًا دون تحيز بل ربما يكون أميل للكوفيين لإطالة ما نقله عنهم في هذا الخصوص. ولكن هل مثال واحد يكفي لأن نرجح القول بأن الرجل كان بغدادي المذهب؟ . أضف إلى هذا أن الدكتور العمري أهمل إيراد مثالين آخرين وردا في الشرح وأشار إليهما في هوامشه كان المرزوقي ظاهر الوقوف فيهما إلى جانب المذهب البصري.
وأما قوله: بأن ليس ببعيد أن يكون المرزوقي قد اعتنق مذهب أستاذة أبي على الفارسي إيمانًا منه بمنهجه وتأثرًا واقتداًء فقد يكون صحيحًا إذا ما طبق على كتب المرزوقي الأخرى, أما في شرح الحماسة فقد مر بنا أنه نقل عن شيخه أبي علي مشافهة في ثمانية مواضع فقط, وهي مواضع لا تقاس بنقولاته العديدة من الخليل