هذا ما أورده ابن جني في التنبيه فنقله المرزوقي في شرحه مصدرًا إياه- كعادته بعبارة ((وذكر بعضهم)) ثم رد عليه بقوله: ((وليس الأمر على ما قاله ألا ترى أن قوله عز وجل: ((قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقًا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف: ((قال معناه ومن قبل الذي فرطتم في يوسف أي قدمتم, ويجوز أن يراد به ومن قبل تفريطكم, فيكون ما مع الفعل في تقديره مصدر وعلى الوجهين جميعًا من في موضع رفع ومن قبل خبره, وذكر أبو إسحاق الزجاج في ((ما)) من الآية ثلاثة أوجه ما ذكرنا أحدها, وإذا كان الأمر على هذا فما ذكره هذا القائل غير صحيح)).
فعلق الخطيب التبريزي في شرحه على قول المرزوقي هذا بعد أن أورده قائلًا:((هذا رد المرزوقي على ابن جني وقد أنحى عليه ولم ينصفه بقوله وما ذكره هذا القائل غير صحيح, لأن الذي ذهب إليه ابن جني أحسن من الذي ذهب إليه المرزوقي, وأما قوله وذكر الزجاج في ((ما)) من الآية ثلاثة أوجه ما ذكرناه أحدها, فهو كما ذكره, غير أن الذي ذكره ابن جني هو أجود الوجوه, وكتابه يدل عليه, وغير الزجاج من النحويين ذكر في الآية الوجه الذي ذكره المرزوقي وقال: فيه قبح للتفرقة بين حرف العطف والمعطوف بمن قبل ثم قال: وهو عند الكوفيين حسن, وليس للمرزوقي أن يترك المختار من قول البصريين ويعدل على قول الكوفيين رادًا على ابن جني- رحمه الله)).