قال المرزوقي:((أخرج ما قدمه من التمثيل لكيدهم وسوء دخلتهم وما يجب عليه من الأخذ بالتحرز معهم, وترك الاستناخة في المبرك الذي اختاره, والمبوأ الذي أعدوه في معرض آخر. والمعنى: وما يعد قرى لك فتجنبه ولا تتناوله فإنه هيئوا لك سمار قاتلا فلا تطعمه. وكان العباس قد سبق بيته هذا بقوله:
إن بوءوك مبركًا غير طائٍل غليظًا فلا تنزل وتحول
فانظر كيف استطاع المرزوقي أن يربط بين البيتين مراعيًا أسلوب الشاعر في إخراج الكلام.
وهو بجانب الكلية للنص يعتمد كثيرًا إلى إيراد مقصد الشاعر ومرماه من الكلام, وقد يسبق به إيراد المعنى وتقريره. مثال ذلك ما جاء عنه في بيت جميل بن معمر الذي يقول فيه:
يقولون لي أهلًا وسهلًا ومرحبًا ولو ظفروا بي ساعًة قتلوني
فقد بدأ القول فيه شارحًا مقصد الشاعر قال: ((نبه بهذا الكلام على تملقهم وإظهارهم النفاق مالا يوافق باطنهم عجزًا وضعف كيد)) ثم أورد المعنى فقال: ((والمعنى يستقبلوني بالتأهيل ويتلقوني بالترحيب عند الالتقاء, ولو أعطوا الظفر لأتوا علي وما أبقوا)).
وفي بيت سعد بن ناشب الذي جاء في:
إذا هم ألقى بين عينيه عزمه وصم تصميم الريسجي ذي الأثر