المعنى يبقى في غلبته أدبيا مشرقا يحقق غايته في الإفهام والإمتاع معا.
٧ - البلاغة والنقد:
كانت للمرزوقي عناية بالبلاغة في شرحه, كما كانت له وقات نقدية تدل على إدراكه قيمة هذين العنصرين في عملية شرح الشعر وهو- كما رأيناه في مقدمة شرحه- مدرك لعمود الشعر, ملم بالأبواب التي يقوم عليها, حاذق بعيار كل باب منها. وإذا كانت هذه حالة فمن الطبيعي أن نجد له لمحات طيبة في علم البلاغة أثناء عملية في الشرح, تشمل علومها الثلاثة: البيان والمعاني والبديع, كما نجد له وقفات في النقد وفق هذه النظرية التي طرحها في عمود الشعر.
أ- البلاغة:
ففي مجال البلاغة نجده وهو يشرح النص يشير إلى ألوان تتصل بعلم البيان وأخرى تتصل بعلم المعاني, وثالثة تتصل بعلم البديع, ففي البيان كانت له وقفات عند التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز, فمن أمثلة وقوفه في التشبيه ما جاء عنه في بيت محمد بن بشير الوارد في باب الغزل وهو:
بيضاء آنسة الحديث كأنها قمر توسط جنح ليٍل مبرد
قال:((شبهها بقمر توسط السماء فيما جنح من ليل كان فيه غيم وبرد)) ثم بين جمال الصورة التي رمي إليها الشاعر من تشبيهه فقال: ((والقمر إذا خرج من حلك الغمام في ليلة مطيرة كان أضواء وأحسن)).
وفي بيت عمرو بن معدي كرب الذي يقول فيه:
ولما رأيت الخيل زورًا كأنها جداول زرٍع خليت فاسبطرت
كانت له وقفتان تخص التشبيه إحداهما في قوله:((ولما رأيت الخيل زورًا)) وقد قال فيها: ((وصف الخيل في انحرافها بزور والزور جمع أزور, وهو المعوج الزور, وهذا من التشبيه الحسن الصائب)) ((أما الأخرى فقد كانت في قوله: