((كأنها جداول زرع)) قال: ((والتشبيه وقع على جري الماء في الأنهار لا على النهار, كأنه شبه امتداد الخيل في انحرافها عن الطعن بامتداد الماء في الأنهار وهو يطرد ملتويًا ومضطربًا)).
أما في بيت ابن زيابة الذي يقول فيه:
نبئت عمرًا غارزًا رأسه في سنٍة يوعد أخواله
فقد كانت وقفته فيه تدل على نظرة متفهمة لدقة التعبير عند الشاعر في قوله:((في سنة)) قال المرزوقي: ((أراد بالسنة الغفلة, وهو ما يحدث في أوائل النوم في العين ولم يستحكم بعد, وهذا من أحسن التشبيه وأبلغ التعريض, والايعاد إذا كان ما وصف حقيق بالتهجين)).
وفي بيت ربيعة بن مقروم الذي يقول فيه:
وألد ذي حنٍق علي كأنما تغلي عداوة صدره في مرجل
كانت أول خطرة شعت في ذهن المرزوقي حين قراءته هو التشبيه الذي اشتمل عليه, وفيه تصوير شيء معنوي بشيء محسوس فبدأ به شرحه فقال:((أخرج التشبيه ما لا يدرك من العداوة بالحس إلى ما يدرك من غليان القدر حتى تجلى فصار كالمشاهد)) , ثم مضى يشرح ألفاظ البيت ويقرر معناه.
إن وقفات المرزوقي في التشبيه متعددة لأنه أهم وسيلة أداء استعان بها الجاهليون والإسلاميون في تصوير معانيهم, ولأن اختيار الحماسة قد ضم الكثير من القطع التي قالها هؤلاء الشعراء كثر عند المرزوقي الوقوف عند التشبيه والإشارة إليه أثناء عمله في الشرح.
أما الاستعارة فنجد له فيها وقفات كذلك منها وقفته في بيت عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي الذي يروى للسموءل بن عادياء وهو: