إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداٍء يرتديه جميل
فقد قال فيه:((ذكر الرداء هاهنا مستعار, وقد قيل رداه الله رداء عمله فجعله كناية عن مكافأة العبد بما يعمله أو تشهيره به, كما جعله هذا الشاعر كناية عن الفعل نفسه وتحقيقه فأي عمله بعد تجنب اللؤم كان حسنا)).
ومثله بيت تأبط شرًا الذي يقول فيه:
فخالط سهل الأرض لم يكدح الصفا به كدحة والموت خزيان ينظر
فقد وقف المرزوقي عند عبارة ((والموت خزيان ينظر)) قال: وهذا من فصيح الكلام ومن الاستعارات المليحة وقد حمل الله- عز وجل- ((وأنتم حينئذ تنظرون)) على أن يكون المعنى تتحيرون. ولم يكتف بذلك بل مضى يذكر النظائر فقال:((وقد سلك أبو تمام مسلك هذه الاستعارة فقال: إن تنفلت وأنوف الموت راغمة)).
وكذلك وقف يبين روعة الصورة البيانية في بيت بلعاء بن قيس الكناني الذي يقول فيه:
وفارس في غمار الموت منغمس إذا تألى على مكروهٍة صدقا
قال:((جعل للموت غمارا على التشبيه بالماء, ثم جعله منغمسا فيه فحسنت الاستعارة جدًا)).
أما الكناية فهي أيضًا من الألوان البيانية التي نجد لها صدى في شرح المرزوقي, غذ نجد له فيها إشارات متنوعة منها ما ورد في بيت عمرو بن الإطنابة الذي يقول فيه: