وما خير ماٍل لا يقي الذم ربه ونفس امرئ في حقها لا يهينها
قال:((لفظه لفظ الاستفهام والمعنى معنى الإنكار الذي يجري مجرى النفي)).
وفي خروج النهي عن مقتضى الظاهر نجد وقفته في بيت قطري بن الفجاءة الذي يقول فيه:
لا يركنن أحد إلى الأحجام يوم الوغى متخوفًا لحمام
قال المرزوقي موضحًا إياه:((قصده إلى البعث والتحضيض على التغرير بالنفس والتعريض ألا ترى أنه يحث بهذا الكلام على ترك الفكر في العواقب ورفض التحرز خوفًا من المعاطب.
وفي أسلوب الأمر وخروجه عن مقتضى الظاهر نجد له وقفات منها وقفته في بيت الفضل بن العباس وهو:
مهلًا بني عمنا عن نحت أثلتنا سيروا رويدًا كما كنتم تسيرونا
فقد قال فيه مبينًا الغرض منه ((هذا الكلام فيه تهكم)).
أما في مجال الخبر فإننا نجد له وقفات تكاد تشمل سائر أجزاء شرحه, وذلك لأنه راعي فيه بيان نوع القول ومقصد الشعراء فيه, ففي بيت أبي الغول الطهوي:
فدت نفسي وما ملكت يميني فوارس صدقوا فيهم ظنوني
قال المرزوقي:((لفظه لفظ الخبر والمعنى الدعاء)) كأنه أراد بذلك أن الشاعر رمى بكلامه هذا الدعاء لهم بالبقاء وإن كان بقائهم ذهاب نفسه وماله.