ومثل ذلك رؤيته التي سجلها عند بيت الحماسة المنسوب لآخر وهو:
وإن الحزامة أن تصرفوا لقوٍم سوانا صدور الأسل
فقد تمثلت هذه الرؤية في قوله:((هذا الكلام تحذير وإنذار يقول: وأبلغاه أن الحزم في صرف أعنة خليكم إلى غيرنا فإنكم لا تقومون لنا إذا هيجتمونا والرأي في أن تعدلوا بصدور رماحكم إلى طعن من سوانا فإنكم لا تكملون لدفاعنا)).
ومثله وقفته في بيت الفرار السلمي في بيان غرضه من أسلوب الخبر الذي بنى عليه بيته الذي يقول فيه:
وكتيبٍة لبستها بكتيبٍة حتى إذا التبست نفضت لها يدي
بين المرزوقي غرضه فيه فقال:((يتبجح بأنه مهياج شر وأذى وجماع بين كتائب تتقاتل من دونه, ثم يخرج هو من بينهم غير مبال يجرون إليه)).
وفي بيت جابر بن ثعلب الطائي الذي يقول فيه:
كأن الفتى لم يعر يومًا إذا اكتسى ولم يك صعلوكًا إذا ما تمولا
وقف المرزوقي يبين الغرض فيه يقول:((هذا الكلام بعث على التجوال وتخضيض في اكتساب المال فيقول: إذا اقتنيت بعد فقرك, واكتسيت بعد عريك فكأنك ما كنت قط فقيرًا ولا عريانًا)).
وبجانب وقفاته المتكررة عند خروج الكلام إنشاء أو خبرًا عن مقتضى الظاهر كانت له وقفات أيضًا عند الإيجاز والاطناب وبيان موطن البلاغة فيهما, ففي الإيجاز مثلًا وقف في بيت حسان بن نشبة الذي يقول فيه:
سموا نحو قيل القوم يبتدرونه بأسيافهم حتى هوى فتقطرا