للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أتنسى أن تودعنا سليمى بعرق بشامٍة سقي البشام

وقال في اسم ((الأحوص بن محمد)) الشاعر: الأحوص صفة منقولة، والحوص ضيق العين كأنها مخيطة، وكسروا الأحواص حوصًا وأحاوص، وذلك على صحة الجمعين معًا، يقول العشى:

أتاني وعيد الحوص من آل جعفٍر فيا عبد عمرٍو لو نهيت الأحاوصا

٢ - العروض والقوافي:

لم ينظر ابن جني لهذا العنصر نظرة كلية تشمل جميع النصوص التي ضمها اختيار الحماسة، وإنما نظر إليه من خلال عمله العلمي في التنبيه، وذلك وفق القضايا التي يراها في نصوص الحماسة، فان كانت هناك قضية علمية تستدعي الوقوف في بحر الشعر أو قوافيه وقف عندها، وإلا تجاوز ذلك بالحديث عن اللغة أو الإعراب. ولقد تتبعناه في هذا الجانب فوجدناه يناقش الأوزان والقوافي من خلال هذه النظرة ففي الأوزان مثلًا وجدنا له وقفة طويلة في قطعة سلمى بن ربيعة التي مطلعها:

إن شواًء ونشوًة وخبب البازل الأمون

قال: ((هذه القطعة خارجة عن علل العروض التي جاء بها الخليل، وأقرب ما تصرف إليه الضرب السادس من البسيط، غير أن عروضه لزمت ((فعل)) وكأنها محذوفة من ((فعولن)) الذي هو محذوف ((مفعولن))، كما جاءت عروض المتقارب في كثير من الأماكن محذوفة، غير أن ذلك في المتقارب أسهل منه هنا في موضعين، أحدهما أنها قد تصاحب ((فعولن)) في القصيدة الواحدة، وهذه لم تأت معها ((فعولن)) ولا ((مفعولن))، والآخر أن ((فعل)) في المتقارب أصلها ((فعولن))، وإنما لحقها الحذف لا غير، وفعل في هذه القطعة أصل جزأيها (مس تف علن) فلا

<<  <   >  >>