للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فدت نفسي وما ملكت يميني فوارس صدقوا فيهم ظنوني والأخرى: "فوارس صدقت فيهم ظنوني"ن وأشار المرزوقي إلي رواية ثالثة هي "صدقت فيهم ظنوني" بالبناء إلي المجهول، فأختار ابن جني رواية صدقت فيهم ظنوني، وخالفت عادته في ذكر مصدر روايته، ولم يشر إلي الروايات الأخرى بل قال معلقاً علي الرواية التي أثبتها: " صناعة الشعر توجب في هذا "صدقوا" وذلك أنه عاد عليهم الضمير مذكراً مجموعاً وهو هم من "فيهم" ولو اتبع صدقت لكان قياسه "فيها". كذا طريق الشعر ومقتضي صناعته، وعليه استقر الأمر فيما بيني وبين المتنبي، ذلك لأنه قال: "إذا أعدت الضمير بلفظ المذكر ذكرت وذلك قوله:

بالجيش يمتنع السادات كلهم ... والجيش باين أبي الهيجاء يمتنع

وهذا الأخير كثير في الشعر جائز، غير أن طريقة الصنعة ما ذكرت لك".

وهذا كلام طيب محمود ولكنه ليس فيه نظر إلي ما قال الشاعر في الأصل، وإنما بني من حيث صناعة الشعر وما تقتضيه من إجراء الكلام، وليس فيه مفاضلة بين الروايات ليختار أجودها أو أبلغها أو أسلمها علي نحو ما كنا نري عند المرزوقي في منهجه الأدبي الإبداعي.

٤ - اللغة والنحو:

لم يتخذ ابن جني من اللغة والنحو وسيلة يستعين بها علي تفسير الألفاظ والتراكيب بغية الوصول إلي معاني الشعر، فتفسير الألفاظ والتراكيب- كما وضحنا من قبل- غاية من يهتم بإيراد المعاني، أما ابن جني فلم تكن المعاني غايته إلا حين

<<  <   >  >>