للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كان شاهداً يرجح مذهب سيبويه في مسألة تتصل بحذف الموصوف من الكلام. قال أبو الفتح: "مكروهة يحتمل خلاف الرجلين سيبويه وأبي الحسن، فمذهب صاحب الكتاب أنه وصف لموصوف محذوف كأنه قال: إذا تألي علي حالة مكروهة صدقاً، ومذهب أبي الحسن أنه مصدر جاء علي مفعول". ومضي ابن جنبي مقرراً أن هذا ليس موضع التناصف بين الرجلين فهو قد ذكر ذلك في غير موضع، غير أنه نظر إلي قياس الرجلين في هذه المسألة ونظر إلي تأنيث لفظة "مكروهة" فقال: "ينبغي أن تعلم أن قياس قول صاحب الكتاب أن يكون فيه- أي الوصف- ضمير من الموصوف لمحذوف، وقياس قول أبي الحسن ألا يكون فيه ضمير من الموصوف، كما لا يكون في الكره والكراهية والكراهة، وكأن تأنيث المكروه يشهد لصاحب الكتاب، وذلك أن تأنيث الصفة أشيع ,أسير من تأنيث المكروه يشهد لصاحب الكتاب، وذلك أن تأنيث الصفة أشيع وأسير من تأنيث المصدر من حيث كان المصدر دالاً علي الجنس، وإذا أفضي الأمر بك إلي الجنس فلك فيه جانب التذكير، فهذا أحد ما يشهد لقول سيبويه".

ونراه في موضع آخر يشير في بيت آخر إلي ما يدعم رأي أبي الحسن، وذلك في بيت ابن حبناء التميمي الذي يقول فيه:

فإن أنت لم تقدر علي أن تهينه ... فدعه إلي اليوم الذي أنت قادرة

فقد عرض لرأي سيبويه في "قادرة" وأمثالها، قال: "أراد قادر فيه فحذف حرف الجر وشبهه في اللفظ بالمفعول به، وعليه بيت الكتاب:

ويوماً شهدناه سليماً وعامراً

ثم عرض لرأي أبي الحسن ودل علي أن ما جاء في البيت يؤكد قوله، قال: "وهذا ما يؤكد قول أبي الحسن في قول الله تعالي: {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} أنه أراد تجزي فيه، ثم حذف حرف الجر فصار تجزيه، ثم حذف

<<  <   >  >>