للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تعالى: "وأنى لهم التناوش من مكان بعيد"، ثم عرض لرواية الشيخ "ولكن طأطأتها الولائد" قال: أي طأطأت هذه المرأة وليس لذلك معني هنا البتة، وطأطأتها باعدتها عن انتياش الرواق وهذا قلب المراد هنا".

وفي الجانب الثالث والأخير نري أبا هلال يهتم بنسبة الشعر غلي قائليه، ففي القطعة الواردة في باب الهجاء، والتي نسبتها أبو تمام إلي أبي الأسد في هجاء الحسن ابن رجاء، وهي من بيتين هما:

فأنظرن إلى الجبال وأهلها وغلي منابرها بطرف أخزر

ما زلت تركب كل شيء قائم حتى اجتزأـ علي ركوب المنبر

حرف الشيخ صاحب النسخة اسم الشاعر إلي "أبو الأسود" فقال: أبو هلال مصححًا إياه: "وهو غلط إنما هو أبو الأسد التميمي واسمه مباتة بن حمان، ويعرف بأبي الأسد الدينوري شاعر رشيدي، وليس بأبي الأسود الدلي، وذلك أن أبا الأسود في أيام أمير المؤمنين علي - عليه السلام- والحسن بن رجاء في بعض أيام بني العباس.

ومثل ذلك ما وقع الشيخ من تحريف لاسم أبي الطمحان الأسدي، وذلك في أبيات وردت في باب الملح قالها أبو الطمحان الأسدي لما حلق صاحب الشرطة يوسف بن عمر لمته ومطلعها:

وبالحيرة البيضاء شيخ مسلط أذا حلف الأيمان بالله برت

قال أبو هلال: "رواه هذا الشيخ أبو الطمحان القيني وهو خطأ، وذلك أن أبا الطمحان القيني جاهلي واسمه حنظلة بن شرقي: وقيل بل اسمه ربيعة بن عوف بن غنم بن كنانة بن القين بن جسر القائل:

أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه

<<  <   >  >>