للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سواه، ولا يسوغ لأحد من العلماء أن يأتي بمثل ما أتاه)).

ونحن إذا نظرنا في كتابه وجدناه يناقش النمري ويرد عليه في جوانب أربعة:

أولها: جانب الرواية وتصحيح ما اعتمده النمري في متنه من رواية للحماسة، وثانيها: تصحيح نسبة الشعر إلى قائليه، وثالثها: التنبه على أمور أغلفها النمري في شرحه، ورابعها: التصدي بالمناقشة لما قرره النمري من معاني أبيات الحماسة.

ففي الجانب الأول الخاص بتصحيح متن النمري نراه ينظر إلى صحة الرواية؛ من جهة، وصحة المعني من جهة أخرى، ومن ذلك ما ورد عنه في رواية بيت أرطاة ابن سهية، وقد رواه النمري هكذا:

ونحن بنوعم على الذات بيننا زرابي فيها بغضة وتنافس

وقال فيه: أكثر أهل العلم لا يدري ما الزرابي ها هنا. والزرابي: البسط ذات الألوان، فرد عليه أبو محمد الأعرابي قائًلا إنه)) تاه في تفسيره لما لم يعرف صحة متنه، وأظنه كان معولًا على الصحف، والصواب ما أنشدناه أبو الندي -رحمه الله- ثم وجدت بعده بخط إسحق الأعرابي أخي أبي عبد الله:

ونحن نبو عم على ذاك بيننا ... زانب فيها بغضة وتنافس

قال: والذانب القوارض ولا أعرف لها واحدًا)).

ولقد انفرد أبو محمد برواية ((زانب)) غير أنني رأيت أبا هلال ينتقدها ويقول: ((الزرابي الطنافس، واحدها زريبة وليس له هنا معني البتة، ولا شك في أنه تحريف أو تصحيف))، وهذا يؤكد أن للبيت رواية غير هذه التي أجمع الشراح، وربما كان ما ذهب إليه أبو محمد الأعرابي صحيحًا لأن أبا هلال لم يعرف للبيت رواية غير هذه التي انتقدها ووصفها بالتصحيف أو التحريف.

ومما نظر فيه أبو محمد إلى الرواية والمعنى معاً ما جاء عنه في قول ابن زيابة:

<<  <   >  >>