للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إنك يا عمرو وترك الندى ... كالعباد إذ قيد أجماله

فقد جاء تفسير أبي عبد الله النمري له أنه نقل قولًا عن ابن السكيت مفاده أن الشاعر يقول: أنت كالعبد اقتصر على موضع يرعي فيه ولا يتغرب بإبله، وعلق عليه بقوله: وعندي أنه غير مقنع أن يكون قوله وترك الندى معناه أنك وبخلك فإن من ترك الندى فقد أخذ البخل. ثم أتي بالمعنى الذي رآه، قال: يقول إنك وبخلك وحبسك مالك كالعبد قيد أجماله فلا يبرحه منها بعير، وكذلك أنت قيدت مالك فلا يبرحك، فرد عليه أبو محمد الأعرابي مصححًا رواية البيت والمعنى معًا قال)) أخبرنا أبو الندي قال: هذا البيت من المختل القديم والصواب:

إني وحواء وترك الندي ... كالعبد إذ قيد أجماله

قال: حواء فرسه، ومعناه: إنني متى تركت الغزو على ظهر حواء واغتنام الأموال وتفريقها على الزائرين والسائلين لم يبق لي هم لأن أكثر همي في ذلك وكنت مثل العبد، إذا شبعت إبله فأراحها وقيدها في مراحها ولم يبق له هم حينئذ، يقول: همي في الغزو واغتنام الأموال وبذلها"".

وفي هذا الجانب نري أبا محمد الأعرابي يعيب علي أبي عبد الله النمري أخذه الرواية من الصحف، ولعلك لحظت ذلك في مناقشة لبيت أرطاة بن سهية، ولقد رأينا ذلك منه في مناقشته للبيت الذي ورد في الحماسة منسوبًا لعامر بن الطفيل وهو:

أكر عليهم دعلجا ولبانه إذا ما اشتكي وقع الرماح تحمحما

فقد شرحه النمري وفق هذه الرواية فاعترض عليه أبو محمد الأعرابي بقوله: "هذا موضع المثل:

إذا أفسدت أول كل أمر أبت أعجازه إلا التواء

لو عرف أبو عبد الله صحة متن هذا البيت لما استهدف في تفسيره بلسان الطاعن، وأظنه أخذ هذا الشعر من الصحف فلهذا وقعت فيه هذه التخالط، والصواب:

<<  <   >  >>