للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أما الجانب الثاني الخاص بتصحيح نسبة الشعر إلي قائله فهو أيضاً جانب لا دخل لأبي عبد الله النمري فيه، وإنما أبو تمام هو المسؤول الأول عنه، ثم الذين نسخوا اختيار في الحماسة من بعده، ومع ذلك فأن أبا محمد الأعرابي يحمل النمري خطأ نسبة الشعر إلي قائليه.

ولقد تتبعنا عمله في هذا الجانب فوجدناه يصحح نسبة خمس عشرة قطعة إلى قائليها، وكان يأتي في بعضها بالحجة التي تدعم قوله ويترك بعضها الأخر بغير حجة، فمن القطع التي صحح نسبتها بحجة قوله في البيت الذي نسب للسموءل بن عادياء في رواية النمري وهو:

وأسيافنا في كل غرب ومشرق بها من قراع الدارعين فلول

قال أبو محمد الأعرابي: هذا البيت لعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي لا للسموءل بن هادياء الغساني، ويدل ذلك قوله في القصيدة:

فأن بني الديان قطب لقومهم تدور رحاهم حوله وتجول

والديان هو يزيد بن قطب بن زياد بن الحارث الأصغر بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث الأكبر القبيل"

وفي البيت الذي نسب في شرح النمري لمعدان بن جواس وهو:

وكفنت وحدي منذرًا في ثيابه وصادف حوطًا من أعادي قاتل

قال النمري: قيل/ منذر ابنه وحوط أخوه، فرد أبو محمد الأعرابي بأن البيت ينسب إلى حجييه بن المضرب، ومنذر أخوه وهو المنذر بن المضرب وحوط ابنه، به كان يكتني حجية، وفيه يقول معدان بن جواس:

ورثت أبا حوط حجية شعره وأورثني شعر السكون المضرب

وممن القطع التي صحح نسبتها دون أن يورد لذلك حجة ما جاء عنه في

<<  <   >  >>