للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الطمحان القيني، وإنما هو طخيم أبو الطخماء الأسدي، وهذا يجعانا نرجع إلى ما أوردناه سابقًا في عمل أبي هلال حين ذكر أن الآمدي قد أفاد بأن اسم هذا الشاعر قد التبس علي الرواة وهو طخيم أبو الطخماء وكذلك ما أشرنا إليه من أن المبرد قد أورد في الكامل صخيم بن أبي الطخماء"، وكل هذا إنما يدعم ما ذهب إليه أبو محمد الأعرابي، ولكن علينا أن نتبه غلي عبارة الآمدي " إن هذا الاسم قد التبس علي الرواة" فالرواة هم سبب التحريف وليس النمري حتى يأخذ عليه من قبل أبي محمد الأعرابي.

أما الجانب الثالث المتمثل في التنبيه علي أمور أغفلها النمري في شرحه فقد كانت مآخذ فيه تنحصر في ثلاثة أمور: أحدها - وهو الأكثر - أن النمري يغفل ذكر القصة أو المناسبة التي تتصل بالنص ولا يتضح المعني إلا بإيرادها، وثانيها أنه يترك أجزاء من النص دون تفسير، وثالثها: أنه يهمل توضيح الأعلام التي ترد في النصوص أو التي تشير إليها أبيات النصوص.

(١) ولقد رأيناه في الأمر الأول وفي مواضع مختلفة من كتابه ينوه إلي أن هذا البيت لا يفهم معناه إلا بذكر قصته، ثم يورد القصة الخاصة به، غير أنه كان إذا رأي هذا في بيت من أبيات الحماسة لا يورد كل ما قاله النمري حول البيت، وإنا يشير إليه إشارة فقط، وقع ذلك منه في أكثر من موضع، ومن أمثلة ما جاء عنه في بيت قيس ابن الخطيم القائل:

طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نقذ لولا الشعاع أضاءها

فقد قال فيه: "ذكر أبو عبد الله حروف هذا البيت ولم يذكر السبب الذي دعا قيسًا إلي طعن ابن عبد القيس، وكان سبب ذلك أن هذا القيسي قتل عديا جد قيس ابن الخطيم، فقتله قيس بجده وأعانه علي ذلك خداش بن زهير العامري".

<<  <   >  >>