للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقد أورد فيه قولًا لبي العلاء جاء فيه: "هكذا روى هذا البيت ناقصًا، وذكر أن الخليل كان يسمى هذا المقعد، وروى عن أبي عبيدة أنه كان يسمى هذا ونحوه الإقواء" ثم أضاف التبريزي إلى قول أبي العلاء هذا أن أبا عبيد ذكر في الغريب المصنف فيما يتعلق بالقوافي أن الأقواء نقصان حرف من الفاصلة، واستشهد بقوله: "أفبعد مقتل مالك بن زهير". قال التبريزي: ولم يبين ما الفاصلة، وربما توهم أن الفاصلة إحدى الفاصلتين المذكورتين في أول العروض الصغرى والكبرى، والأمر بخلاف ذلك لأن الحرف الناقص في البيت إذا قطعته من الوتد لا من الفاصلة".

ومضى التبريزي مقررًا حديثه قال: "وذاكرت شيخنا أبا القاسم الرقي في وقت قراءتي عليه هذا الموضع من الغريب، فذكر أن أبا عبيد يحكي هذا عن أبي عبيدة وأن أبا عبيدة لم تكن له معرفة بهذا العلم، وكأن الرقي توهم أن المراد بالفاصلة إحدى الفاصلتين من الصغرى والكبرى، فأطلق هذا القول في أبي عبيدة، والصواب ما وقع إلي فيما بعد وذكره لي بعض الشيوخ، وهو أن المراد بالفاصلة الفصل وهم يسمون عروض البيت فصلًا، والنقصان في هذا البيت من العروض، فعلى هذا الأقواء على ضربين أحدهما اختلاف حركة الروي بالضم والكسر، والآخر، نقصان حرف من عروض البيت.

فهذا هو الموضع الوحيد في هذا العنصر الذي قدم فيه التبريزي عملًا يمكن أن يعد جهدًا منه، وهو وإن بدا فيه معتمدًا على غيره فإنه دل على أنه مستوعب لقراءاته وسماعاته، يعرف كيف يوظف هذه القراءات والسماعات في مواضعها المناسبة من شرحه.

هـ- الرواية:

هذا العنصر رأيناه فيما سبق عند المرزوقي وابن جني وأبي هلال وأبي محمد

<<  <   >  >>