للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولم يعلق التبريزي على هذا القول بشيء كأنه لم يثبت في متنه الرواية التي وصفها أبو هلال بأنها تصحيف قبيح بل كأنه لم يلحظ أن تفسير أبي هلال لشطرة البيت مخالف لما ذهب أنه الرواية الصحيحة، فالرواية تجعل الحق فاعلًا، وأشجعًا مفعولًا به، والتفسير ظاهره أن أشجع هو فاعل الغضب.

وأعجب من ذلك أن تحاول اللجوء للمرزباني الذي ترجم للمثلم وروى له هذه القطعة فتجد نفسك أمام رواية تختلف عن هذه الروايات جميعًا هي: "وأقبل إن لم تعطنا الحق أشجعا"، وأنت قد تضعف هذه الرواية لأن فيها إقواء ظاهرًا ولكنها في الوقت ذاته قد حولت الغضب إلى قبول إذ فرق بين "أغضب" الواردة في الروايات السابقة و"أقبل" الواردة عنده.

ومع هذا الاضطراب الواضح في شأن رواية هذا البيت تجد نفسك باحثًا عن المعنى الذي أراده الشاعر فلا تجد ما يرضيك سوى أنها روايات ذات معان، كل معنى منها يمكن أن يكون هو الذي قصده الشاعر.

ومثل آخر نسوقه في جمع التبريزي للرواية جنبًا إلى جنب دون أن يبت في ذلك برأي، ففي بيت ربيعة بن مقروم الذي يقول فيه:

أرجيته عني فأبصر قصده وكويته فوق النواظر من عل

نجد التبريزي ينقل عن المرزوقي- دون أن يشير إليه وفي شيء من التحريف، وهو في أصله على هذا النحو قال: "والرواية الصحيحة" "أرجأته" و"أرجيته" وهما لغتان، والهمز أفصح، قد قرئ "ترجئ من تشاء منهن" وترجي، ويروي "أرجيته" ويروي "أزجيته" والمعاني تتقارب في الكل".

وعمل المرزوقي هنا أيضًا واضح، فهو قد أثبت الرواية المشهورة في متنه وهي

<<  <   >  >>