للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"أرجيته" ثم فضل عليها رواية "أرجأته" بالهمز لأنها أفصح، وأشار إلى روايتين أخريين قال إنهما تلتقيان مع السابقتين في معنى واحد، غير أن التبريزي- وقد أثبت في متنه ما أثبته المرزوقي- ينقل قولًا لأبي الفتح ابن جني جاء فيه "أكثر من ترى يروي هذا البيت" "أرجيته" بالراء، فإذا تعالى قليلًا رواه "أرجأته" بالهمزة وكلاهما تصحيف وإنما هو "أوجيته" بالواو أي ذللته وقهرته، كذلك روينا، وكذلك وجدته أيضًا في شعر القبيلة".

ولم يكشف التبريزي مع أي الروايات يقف، مع روايته التي أثبتها في متنه وهي "أرجيته" أو مع الرواية التي وصفها المرزوقي بأنها أفصح وهي "أرجأته" أو مع رواية أبي الفتح التي قال بأنه وجدها في ديوان القبيلة وهي "أوجيته" إنه لم يوضح شيئًا في هذا الأمر.

والحق أنا تتبعنا عمله في هذا العنصر فلم نجد له موقفًا يذكر إلا في موضع واحد، وذلك في بيت سبرة بن عمرو الفقعسي القائل:

أتنسى دفاعي عنك إذ أنت مسلٌم وقد سال من ذٍل عليك قراقر

وهي الرواية التي أثبتها في متنه، وهي كذلك عند المرزوقي، وأشار التبريزي في شرحه إلى أنها رواية عبد الله النمري وأورد تفسير النمري لها قال: "قال النمري يقول سال هذا الوادي عليك فلم تستطع الانتقال عنه ذلًا وضعفًا" ثم نقل رواية أخرى لأبي محمد الأعرابي قال: "وقال أبو محمد الأعرابي: الصواب" وقد سال من نصر عليك قراقر" يعني نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد ابن خزيمة يقول: دافعتهم عنك حين سال الوادي بهم عليك، كما قال الآخر:

ونحن أسلنا مصعدًا بطن حائٍل ولم ير واٍد قبله سال مصعدا

يعني أنهم أسالوه بالرجال ثم عقب على هذا بقوله: "وهذا الذي ذكره أحسن ما قيل في هذا البيت كأن الوادي سال عليهم بالرجال".

<<  <   >  >>