للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أعمالهم- ابن جني وأبي العلاء والمرزوقي وغيرهم- قد حققوا في شروحهم مناقشات مستفيضة في القضايا اللغوية والنحوية، فكان تجميع ما أثاره في شرح واحد عملًا له قيمته من حيث استيفاء المادة المعروضة للنقاش والمساجلة من مختلف النواحي المتصلة بفروع اللغة.

والملاحظة التي نسجلها في هذا الخصوص أن انتخاب التبريزي في القضايا اللغوية كان أبرز منه في القضايا النحوية، وذلك أنه كان في جانب النحو المتصل بشرح التراكيب وما يتبعه من مسائل الأعراب يعتمد اعتمادًا يكاد يكون كليًا على المرزوقي، ولهذا قل انتخابه في مسائل النحو والإعراب. أما في مجال اللغة فقد كان انتخابه فيها واضحًا، وكانت الإضافات التوسعية بارزة بحيث نجدها في الكثير من الأمثلة، ومن ذلك ما جاء في تفسير لفظة "الكلالة" الواردة في بيت يزيد بن الحكم الثقفي القائل:

والمرء يبخل في الحقو ق وللكلالة ما يسيم

فقد انتخب في تفسيرها من شرحين: شرح المرزوقي وشرح أبي العلاء. نقل عن المرزوقي- ولم يسمه كعادته- "الكلالة هم الوارث ما خلال الوالد والولد، وأصله من تكلله النسب إذا أحاط به، وقيل: هو من الكلال الإعياء كأن بعد النسب أكله". ثم نقل عن أبي العلاء إضافة وتوسعًا في تفسير اللفظة قال: "وقال أبو العلاء الكلالة التي جاءت في الكتاب العزيز دلت على أنها يعني بها الأخوة من الأم، وفي موضع آخر وقعت على الأخت التي ترث النصف، فجائز أن تكون من الأب، وإذا قيل الكلالة من ليس بوالد ولا مولود دخلت فيه الأخت وغيرها من ذوي النسب".

ونراه في موضع آخر ينقل أقوال ثلاثة علماء في تفسير لفظة وردت في بيت لعبد اله بن عنمة يقول فيه:

<<  <   >  >>