للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فازجر حمارك لا يرتع بساحتنا إذن يرد وقيد العير مكروب

فقد أورد عن المرزوقي في معنى "مكروب" قوله: مكروب أي ملئ قيده فتلًا حتى لا يمشي إلا بتعب كأنه يضرب أو يستعمل حتى يرم جسمه، ويؤدي الوجع منه إلى موضع حافره فيضيق عليه".

ونقل عن أبي عبد الله النمري قوله: "كربت الشيء إذا أحكمته وأوثقته، ومعنى البيت أنا نرد الحمار مملوءًا قيده فتلًا كما يمتلئ الإنسان كربًا". ثم نقل عن أبي محمد الأعرابي معنى يختلف عن المرزوقي والنمري قال: "وقال أبو محمد الأعرابي: وقوله: "وقيد العير مكروب" أي إنهم يعقرونه والعقر أضيق القيود".

أما التراكيب فقد أفاد فيها إضافات من الشروح بحيث حقق فيها هي الأخرى توسعًا ضخمًا في شرح اللغة، الأمر الذي غنى المادة اللغوية بالكثير من أقوال العلماء، فمثلًا في تركيب "أهذا ما لكم بجلا" الوارد في بيت جابر بن رالان السنبسي القائل:

لما رأت معشرًا قلت حمولتهم قالت سعاد أهذا مالكم بجلا

نراه ينقل عن شرح المرزوقي- دون عزو- قوله: "وبجل في موضع الحال، والمعنى أهذا مالك مكتفى به، والأصل في بجل البناء على السكون، ودعت الضرورة إلى تحريكه فحركه بالفتح، كان الواجب إذا حرك الكسر فيه، ومنه قول الآخر:

نعم إن قلتما نعما

لأن نعم أيضًا مبني على السكون فحرك آخره للضرورة بالفتح كما ترى، وقد يضاف "بجل" لكونه اسمًا كما يضاف "قد" إذا كان بمعنى حسب قال: "بجلي الآن من العيش بجل". وينقل في الموضع ذاته من شرح أبي العلاء- ولكن بعزو-

<<  <   >  >>