للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قوله: "يجوز أن يكون نصب: "بجلا" كأنه قال أهذا مالك غير مجاوز ما أراه، ويجوز أن يكون أراد بجلي أي حسبي فقلب الياء ألفًا، لأن الأخفش وغيره حكوا أن بعض العرب يقول: "جاءني غلامًا" يعني غلامي فيقلب الياء ألفًا وعلى هذا أنشدوا:

أطوف ما أطوف ثم آوي إلى أما ويكفيني النقيع

فلا شك أنك تلحظ في مثل هذا العمل توسعًا في شرح المادة اللغوية، وهو توسع- بلا شك- ما كان ليتحقق لولا تجميع التبريزي لأقوال هؤلاء العلماء والانتخاب منها في موضع واحد من مواضع عمله في شرح الشعر.

ز- المعاني:

سبق أن أوضحنا أن التبريزي قد اعتمد شرح المرزوقي أصلًا لشرحه، ينقل منه بعزو وبدون عزو، ثم كان ينتخب من الشروح الأخرى ما يكمل به النقص الذي يجده في شرح المرزوقي أو يضيف منها ما يعد جديدًا بالنسبة لما ذكره المرزوقي، ولقد كان هذا العنصر من أبرز العناصر التي عول فيها على المرزوقي، وذلك أن المرزوقي- كما رأينا من قبل- كان قد اهتم بهذا العنصر اهتمامًا ملحوظًا، حيث يوضح معاني الشعر وما فيها من تأويلات، ويزيد على ذلك أنه كان يعرض هذه المعاني في أسلوب أدبي جذاب، ومن هنا كان الشراح ذوو المنهج التجميعي الانتخابي يعولون عليه في شروحهم، لاحظنا ذلك عند أمين الدين الطبرسي وعند الرواندي، وكلاهما سار في الطريق الذي سلكه التبريزي من قبلهما.

غير أننا حين نتتبع هذا العنصر في عمل التبريزي نجد أنه بجانب تعويله على المرزوقي فإن عمله لم يخل من انتخاب من شروح أخرى، جاء هذا في مواضع مختلفة من شرحه وهي مواضع دلت على إثراء هذا العنصر بالكثير من آراء الشراح في معاني الشعر بحيث ترى في الموضع الواحد أكثر من رأي.

ولا شك في أن هذه الآراء المتصلة بمعاني الشعر- وإن كان فيها تباين واختلاف

<<  <   >  >>