للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

موضع في الخزانة ينسب رأيًا للتبريزي أو لأمين الدين الطبرسي، وهو ليس لهما، وإنما لابن جني أو المرزوقي.

وكذلك أوقع صنيع التبريزي في نقله أعمال العلماء دون عزو باحثًا معاصرًا- هو الدكتور فخر الدين قباوة- في وهم كبير حين ظن أن كل ما جاء في شروح التبريزي من أعمال رائعة لشراح سابقين إنما هي للتبريزي، وأقام على ذلك حكمًا لا يستند شيء، ولو أنه رجع إلى مصادر التبريزي في شرحه لإدراك هذه الحقيقة، وهذا ما نبه إليه الدكتور العمري حين قال: "لقد ضلل التبريزي فخر الدين قباوة، وأغرقه في الوهم حين جعله يعتقد أن الإبداع الفني كله خليق به، من جهده، من فهمه، والحقيقة أنه وإن كان من صنع يديه لكنه ليس من إعمال عقله أو كد فكره إنما هو لمام جمع عارض سارد".

وثانيهما: هذا الإسهاب الذي رأيناه منه في نقله أخبار الشعر عن أبي رياش وما يتصل بها من شخصيات وأشعار، وقد أدى هذا الإسهاب إلى خلل في تنظيم العناصر عنده، بحيث تغول هذا العنصر في بعض المواضع على سائر العناصر الأخرى، وهو لم يكن يكتفي بإيراد هذه الأخبار وما يتصل بها فحسب، بل كان يزيد عليها تعليقات شيخه أبي العلاء على جزئيات منها، فهو مثلًا قد نقل عن أبي رياش خبر أرجوزة أدهم بن أبي الزعراء التي مطلعها:

قد صبحت معٌن بجمٍع ذي لجب

وهو خبر طويل جدًا وردت فيه أشعار مختلفة منها أبيات لمعدان بن عبيد الطائي وجههًا لمروان بن الحكم منها هذا البيت:

<<  <   >  >>